السلام عليكم
| |
الزعيم الليبي معمر القذافي |
|
خضع الفرنسيون لشرط الزعيم الليبي معمر القذافي ، نصب خيمته في حديقة قصر الضيافة في ماريني ، المحاذي لقصر الرئاسة الفرنسية "الإليزية" ، ولن يقيم القذافي في الخيمة أو ينام فيها ، لكنه سيستخدمها لاستقبال ضيوفه وممارسة نشاطاته الرسمية ، كما أنه ليس من المستبعد أن يصطحب معه عددا من الجمال.
وينشغل قصر الرئاسة الفرنسية هذه الأيام بالتحضير للزيارة التي يقوم بها الزعيم الليبي معمر القذافي في 10 ديسمبر الجاري ، وهي الأولى من نوعها بعد 34 عاما من الانقطاع ، لأسباب أمنية وقضائية وسياسية ، وأيضا بسبب الأحكام التي صدرت بحق أقرب معاونيه في قضية تفجير الطائرة الفرنسية بركابها ، فوق صحراء النيجر عام 1988.
واستغرقت "مسألة الخيمة" وقتا طويلا في المفاوضات بين كبار المسئولين في البلدين ، لا سيما سلك البروتوكول للاتفاق على كل التفاصيل ، لئلا تنفجر أي مشكلة وتؤدي إلى أزمة دبلوماسية ، وفقا لما ذكرته صحيفة "الجريدة" الكويتية يوم الثلاثاء.
في النهاية، خضع الفرنسيون لطلب القذافي ، وأسرفت أوساط "الاليزيه" بعرض الحجج على وجود هذا النمط من الضيافة ، مستندة في ذلك إلى 5 سوابق ، منها اصطحاب ملكة بريطانيا الشاي والماء في رحلاتها إلى الخارج.
إلا أن القذافي سيصطحب معه 400 شخص سيستقلون 5 طائرات ، فضلا عن 40 امرأة من الحرس الخاص به ، كما سيجلب معه عددا من السيارات المصفحة والشاحنات وخيمته الخاصة.
وكان معاونوه نقلوا إلى المسئولين الفرنسيين رغبته في المجيء إلى فرنسا بسيارته عن طريق أسبانيا ، لكنهم اعتبروا ذلك غير عملي نظرا إلى الصعوبات التي يمكن أن يواجهها رجال الأمن في حماية القذافي بسبب طول المسافة.
وقام كبار مساعدي العقيد الليبي خلال الأسبوعين الماضيين بالعديد من الزيارات البعيدة عن الأضواء بغية الإعداد لوصول القذافي ، فضلا عن العقود الممكنة التي سيتم التوقيع عليها في ميادين مختلفة وخصوصا التسلح ، ذلك أن هناك مفاوضات جارية لشراء 13 طائرة حربية من طراز "رافال" وكذلك مروحيات "تايجر" ومفاعلات نووية مدنية.
وتولى مسئول المخابرات الخارجية موسى كوسى ، المحكوم غيابيا من قبل المحاكم الفرنسية في قضية تفجير الطائرة الفرنسية والبشير صالح وأحمد قذاف الدم وعبدالرحمن الصيد رئيس دائرة المشتريات العسكرية ، الاتصالات التمهيدية والمفاوضات الفعلية بشأن العقود العسكرية المتوقع عقدها ، فيما يربط البعض ، كوزير الخارجية السابق فيليب دوست بلازي ، الافراج عن الممرضات البلغاريات الأربع والطبيب الفلسطيني من السجون الليبية بزيارة القذافي إلى باريس "ملمحا" إلى أنها قد تكون أحد الشروط.
في المقابل ، ينفي المستشار الدبلوماسي لساركوزي جان دافيد ليفيث هذا الربط ، قائلا إن هذه الزيارة لم تكن أبدا مدرجة في إطار المفاوضات التي اسفرت عن إطلاق سراح السجناء الخمسة ، مؤكدا أن "لا مبرر لعدم استقبال رئيس دولة تخلى عن برنامج أسلحة الدمار الشامل والإرهاب وأبدى رغبة وإرادة للسير في طريق حقوق الإنسان رغم أن مسافات شاسعة متبقية أمامه".
وعلى الرغم من الحراسة المشددة والإجراءات الصارمة التي ستتخذ أثناء وجود القذافي في العاصمة الفرنسية باريس ، فإن المتوقع أن تنشط جمعيات حقوق الإنسان ومدافعون عن "ضحايا الإرهاب"، للاحتجاج على زيارة العقيد الليبي ، لكن القذافي الذي سيمضي عدة أيام ، سيستمتع رغم ذلك بزيارة قصر فرساي والبرلمان ومعهد العالم العربي.
ربنا يشفى الجميع
احلى سلام