أثارت الممثلة المصرية حنان ترك موجة من الغضب -خاصة بين أقباط مصر- بعد افتتاحها مقهى نسائيا جديدا يحمل اسم "صبايا كافيه"، زعمت مجلة مصرية أنه يمنع دخول غير المحجبات والمسيحيات، كما يقصر خدماته على أبناء الطبقة الراقية.
ورغم أن حنان لم تؤكد أو تنفي المعلومات التي نشرتها مجلة "روز اليوسف" قبل أيام إلا أن الكثير من المنتديات المصرية شهدت تعليقات ومداخلات شديدة الحدّة، تعتبر أن هذه التصرفات "تؤثر على النسيج الوطني، وتدعم الادعاءات بوجود تفرقة بين المسلمين والمسيحيين"، خاصة وأنه أول مكان عام في مصر يمنع دخول المسيحيين. ووصل البعض لحد توقع ظهور أماكن تحمل لافتة "ممنوع دخول غير المسلمين"، وفق ما نقلت صحيفة "النهار" الكويتية الثلاثاء 18-12-2007.
وطالبت بعض المنتديات على الإنترنت بتنظيم وقفات احتجاجية أمام المقهى الواقع في حي مصر الجديدة شرق القاهرة. وهو ما قدّم فرصة للمواقع المعادية للحجاب، للتأكيد على أن ارتداء غطاء الرأس "ليس إلا بيزنس، هدفه سيادة فكر القطيع".
ونشرت مدونة متخصصة في الهجوم على الحجاب والنقاب موضوع المقهى وتوالت التعليقات المضادة عليه، وكان أبرزها "إن حنان بدأت فتنة لأنها تقوي فكرة الانقسام الطبقي" في إشارة إلى ارتفاع أسعار ملابس المحجبات بشكل مبالغ فيه مؤخرا.
ودفعت الاعتراضات المسيحية العديد من المسلمين للمشاركة في المدونات القبطية، ليقدّموا اعتذارات متتالية عما يحدث، واصفين المقهى بأنه "حالة استثنائية مرفوضة". لكن هذا لم ينف استمرار الاحتقان بسبب "صبايا حنان ترك" والمطالبة بسن قوانين تمنع تأسيس أي مشروع على أساس ديني ما دام المشروع لا علاقة له بالأديان.
وحسب مجلة روز اليوسف فقد انسحبت زوجة الممثل المصري أحمد السقا من مشاركتها في مشروع المقهى بعدما فشلت في إقناع الممثلة المحجبة بالسماح لغير المحجبات في دخوله.
وقالت الصحيفة إن حنان ترك كانت ترك سعت للترويج لمقهاها الجديد بإعلانات عبر البريد الإلكتروني باللغة الإنكليزية.
وتقول الترجمة الحرفية للرسالة حسب الصحيفة "أخيرا، أصبح هناك مقهى تستطيع الفتيات والسيدات المسلمات الذهاب أو الخروج إليه! "صبايا كافيه"، مكان جميل تجدين فيه أفضل المأكولات والمشروبات، وليس فيه موسيقى ولا يسمح لغير البنات والسيدات المحجبات بالدخول إليه، لذلك هو مكان آمن للمنتقبات. "صبايا كافيه" مقهى وكوافير يقدم لك كل ما تحتاج إليه المحجبة، سجاجيد للصلاة وهدايا. (...) تستطيعين في "صبايا كافيه" أن تتجنبي الخطايا فليس فيه غناء ولا تعرض فيه الأفلام، فقط أفلام كرتون والحفلات والعروض الدينية. (...) في "صبايا كافيه" لديك فرصة للقاء حنان ترك! (...) ونرجو أولا ألا تصطحبي معك فتيات مسيحيات لأنهن ممنوعات من دخوله (...)".
هذه الإعلانات دفعت صحفية من مجلة "روز اليوسف" المصرية لزيارة المقهى، وهناك توالت المفاجآت حسب قولها، فالمقهى فرع من سلسلة عالمية للمحجبات فقط. وفي الداخل الأسعار سياحية، ومصففة شعر للمحجبات. كما تنظم كل أربعاء عروضا لأزياء واكسسوارات المحجبات بحضور الممثلة الشابة، على أن تراوح الأسعار بين 75 و200 دولار للعباءة الواحدة، إلى جانب معرض دائم لسجادة وملابس الصلاة. أما دخول المقهى، فلا يكون إلا بدق الجرس والحصول على إذن.
وأكدت الصحفية أن بعض العاملات في المقهى تعرضن للطرد لاحقا، بعدما اكتشف أنهن "فقيرات" لا يستطعن شراء شيء. كما وصفت كيف طوردت، واستولي على جهاز هاتفها المحمول حتى لا تصور المقهى من الخارج، ما دفعها إلى تحرير محضر في قسم الشرطة، ليتدخل شقيق حنان ترك لإنهاء الأزمة، والقول إن الصحفية تلقت هذه المعاملة خوفا من أن تكون ممثلة لمنظمة مسيحية تريد تدمير المشروع.
وتشن مجلة "روز اليوسف" بانتظام هجوما على الممثلات المحجبات، كما يهاجم عدد من كتابها ظاهرة انتشار الحجاب في مصر