نزلْتُ سوقَ الهوى والعشقِِ أمتـارُ
ألفيْتُـهُ مُوحِشًـا مـا فيـهِ ديَّـارُ
إلا شواهـدَ للأجْـداثِ شاخـصـةً
كلافتـاتٍ .. بهـا للحـبِّ أسـرارُ
*********
فهـذهِ امـرأةٌ ماتـتْ بحسرتِـهـا
فالحبُّ ألهَى فتاهـا واللظـى جـارُ
قد طاوعَتْ سحرَهُ حتى قضى وطرًا
وفـرَّ تاركَهـا والقـومُ أبـصـارُ
وحاولَـتْ عبَثًـا تُخفـي جريمتَهـا
حتى قضَتْ نحبَها والمـوتُ ستَّـارُ
********
وذانِ زوجانِ لـم يُكْمَـلْ زفافُهُمـا
يالهْفَ نفسي..لـم يمهلْهُمَـا الثـارُ
كان ابنُ عمٍّ لها قـد رامَ خطبتَهـا
ولـم تردْهُ..وهـذا عندهـم عـارُ
دارتْ معاركُ بين الأهـلِ واشتعلـتْ
في الحيِّ نارٌ وفي قلب الفتـى نـارُ
خافت علـى إلفهـا أن يقتلـوهُ إذا
ما أظهرتْ أمرَهـا والحقـدُ بتَّـارُ
وإذ رأتْ فرصـةً فـرَّتْ برفقـتـهِ
إلـى بـلادٍ لهـا مرسـىً وإبحـارُ
وأيْنَـعَ الحـبُّ وازدانـتْ أزاهـرُهُ
وفاحَ عطـرًا وبانـتْ منـه أثمـارُ
وهيَّـآ لزفـاف العمـر وانطلقـتْ
أحلى الزغاريدِ .. إنا اليومَ أحـرارُ
لقد كتمْنا الهـوى جمـرًا يُحرِّقُنـا
حينًا من الدهرِ إذ حاطتْـهُ أخطـارُ
وبينما العرسُ في أحلـى مشاهـدهِ
والكـل نشـوانُ والأنـوارُ أقمـارُ
إذا زئيرُ رَصاصِ الحقـدِ يسكتهـم
فـلا غنـاءٌ ولا عـودٌ ومـزمـارُ
مات الحبيبان فـي أوْج احتفالهمـا
كأنمـا العشـقُ للعشـاق نـحَّـارُ
وللمقاديرِ فـي تصريفهـا عجـبٌ
لـولا اصطبـارٌ وإيـرادٌ وإصـدارُ
******
وهـذهِ آنـسٌ كانـت إذا بـكـرتْ
إلـى دراستهـا فالـكـل أنـظـارُ
تتوهُ في سحرهـا الألبـابُ معجبـةً
من أي حسنٍ يفيض السحرُ ؟ تحتارُ
تمشي فتخلع قلبَ الصخرِ من ولَـهٍ
كأنهـا عندمـا تختـالُ إعـصـارُ
كانتْ تُكَتِّـمُ حبًّـا لـم تبُـحْ أبـدًا
بهِ..إباءً..فـإن الـحـبَّ ثـرثـارُ
تُوُفِّـيَ الأبُ عـن ديـنٍ وعائلـةٍ
من ذا يعول ؟ وهم أنثـى وأغـرارُ
وجاءها خاطبًا هـذا الـذي حلمـتْ
به السنيـنَ ولـم تبـردْ لهـا نـارُ
لكنَّهـا رفضـتْ والحـبُّ قاتلـهـا
والشمسُ قد غربتْ والدمعُ مـدرارُ
وخانها العمرُ والإعسـارُ فانحـدرتْ
حسنى الحسانِ فماتتْ وهْـيَ آثـارُ
كم عيروها وما يدرون مـا فعلـتْ
وكيف كانتْ جفاها الأهـل والجـارُ
حتى الألى شقيَتْ من أجلهم ردحـا
قد أنكروها وشـأنُ النـاسِ إنكـارُ
وأجهشَ اليومُ يبكي الأمسَ في شجنٍ
وكدتُ لولا مزيـدِ الصبـر أنهـارُ
******
وفي نهايـةِ سـوق الحـبِّ لافتـةٌ
سـوداءُ حمـراءُ للعشـاقِ إنـذارُ
تقول في زفرة الملهـوفِ ياولـدي
بنفسـك انجُ..فـإن الحـبَّ جبـارُ
وهالني السوقُ والأحبابُ قد رقـدوا
وآثروا الصمتَ ما احتجُّوا ولا ثاروا
وعدتُ أسأل نفسـي بـل أسائلهـا
ألم تكـن غايتـي سـوقٌ وتجـارُ؟
غيدٌ حسانٌ يبعْـنَ الحـبَّ مختلفًَـا
ألوانـهُ .. فهْـوَ أذواقٌ وأسـعـارُ
ماذا وجدنا بسوق الحب ؟ مقبـرةً؟!
غضَّتْ.. ولم تشكُ من سكَّانِها الدارُ