حكايات الف ليلة.. تحيط بانتقالات الجمارك!
قضايا تهريب ومقالب وشيكات بدون رصيد وكلاب ميتة!وكأن الأمر كان
يحتاج إلي 'شرارة' أو 'شكة دبوس'!
عقب إثارة قضية تفتيش حقائب حرم مستشار وزير المالية في مطار القاهرة وضبط 4 كيلو و400 جرام من المشغولات الفضية انطلقت الروائح الكريهة من كل اتجاه لتكشف عن اسرار وألغاز ظلت طي الكتمان سنوات طويلة لا يجرؤ أحد علي البوح بها علانية..! البعض كان خائفا وربما مرعوبا والبعض الآخر كان يردد 'وانا مالي' واخرون وجدوها فرصة طيبة لإزالة الغبار عن حكايات وروايات ولا ألف ليلة وليلة تدور احداثها في جمارك مصر من السويس إلي الاسكندرية وأسوان وسفاجا والقاهرة !.. لذا حملوا اكفانهم علي ايديهم وقرروا التوقف عن 'الصمت'.. بدأوا بتقديم صرخاتهم إلي رؤسائهم بداية من وزير المالية د.يوسف بطرس غالي وانتهاء برؤساء القطاعات والادارات التي يخضعون لها.. لعل وعسي يتم تصحيح الاوضاع المريبة التي تحيط بنقل عدد من المسئولين إلي وظائف إدارية بدون سبب !
ولعل واقعة نقل مدير إدارة أمن جمارك اسوان عبدالحميد حسين من موقعه إلي وظيفة إدارية تنطق بالمأساة وتلخص كل ما يريد الآخرون الصامتون قوله!ّ
هذا المسئول صدر قرار بنقله من موقعه يوم 18 يوليو الماضي إلي الشئون الإدارية في صورة 'مكافأة' سخية علي ضبطه عشرات قضايا التهريب وعقب اشادة اكثر سخاء من رئيس مصلحة الجمارك السابق جلال ابوالفتوح والذي اصبح مستشارا لوزير المالية.. اشادة صريحة في الصحف يوم 15 يوليو.. وبعد هذا وذاك يطلبونه للمثول امام لجنة تحقيق يوم 22 يوليو! .. تحقيق في قضية لا تمت للجمارك بصلة كما قال عبدالحميد حسين بل حكم ابتدائي غير بات وتم استئنافه! عقب قرار النقل انطلقت الزغاريد من كل اتجاه وتم توزيع 'الحاجة الساقعة' وسط تجمعات المهربين فالمسئول اياه يسمونه 'بعبع' الجمارك؟! صعيدي قلبه جامد وقف امام المهربين مرات عديدة! والاغرب كما قال في مذكرة لوزير المالية ان قرار نقله صدر من جمارك الاسكندرية رغم كونه يتبع ادارة الامن الجمركي بقطاع المنطقة الوسطي والجنوبية ومن باب اولي كان المفروض ان يصدر قرار النقل من رؤسائه المباشرين أو من القاهرة أو علي الاقل الحصول علي رأيهم. حدث ذلك مع عبدالحميد حسين.. وتركوا آخرين تمت ادانتهم اكثر من مرة لكنهم يملكون الحظوة ولهم ظهور تحميهم!
أطرف ما في الامر ان رئيس قطاع الأمن الجمركي بمصلحة الجمارك عندما علم بالقضايا التي قام بضبطها مدير أمن جمارك اسوان طلب منه مذكرة رسمية بتلك القضايا لعرضها علي رئيس مصلحة الجمارك لمكافأته وبالفعل سارع بما طلبه رئيس القطاع انتظارا للمكافأة أو الاشادة أو حتي شهادة تقدير .. ويا فرحة ماتمت: المكافأة عبارة عن قرار صادر من رئيس الادارة المركزية للموارد البشرية بالاسكندرية يوم 18 يوليو بنقله إلي ادارة الشئون الادارية بجمارك اسوان وتركه لإدارة الأمن بعد 22 سنة خدمة قام خلالها بضبط قضايا تهريب لعل ابرزها 19 سيارة بمقطورة تحمل ألف طن من الاسمدة المدعومة والتي يتم استيرادها من ليبيا ب 1800 جنيه للطن ويتم توزيعه علي صغار المزارعين ب 680 جنيها للطن اي ان الفارق 1120 جنيها تتحمله الدولة في صورة دعم لكل طن يعني مليون و120 ألف جنيه دعما للألف طن! هذه الكميات كان يجمعها المهربون من الاسواق مع دفع المعلوم ويقومون بتصديرها علي انها غير مدعومة!
وقضية اخري مماثلة ولكن حجمها 250 طنا فقط تحايل المهربون بتعبئتها داخل اكياس تحمل صفة الانتاج المحلي!
كل هذه القضايا وغيرها والتي ضبطها عبدالحميد حسين يبدو انها كانت وراء نقله وابعاده عن موقعه! ولكنه لم ييأس وصرخ لعل وعسي ! لم تطل التنقلات مدير إدارة أمن جمارك أسوان فقط بل طالت مدير الجمارك هناك.. الطريف ان المرشح لتولي المنصب الشاغر يقال والعهدة علي الراوي يملك ملهي ليليا بأسوان عامرا بالراقصات! كل ذلك لم يهز شعرة أو يلفت انتباه الذين هالهم اثارة تلك 'الضجة' المفتعلة كما اسموها في محاولة لتبرير نقل عاطف طاهر الذي نقل من موقعه كنائب مدير ادارة بجمارك مطار القاهرة بعد واقعة تفتيش حقائب حرم مستشار وزير المالية إلي وظيفة إدارية! بداية اقول ان ضجة انتقالات الجمارك تحتاج إلي تفسير ولا تحتاج إلي سؤال أو كلمة 'لماذا'! لقد اثرتها من واقع عملي كصحفي يبحث عن الحقيقة وليس مستشارا اعلاميا يتقاضي مرتبا من وزارة المالية أو من مصلحة الجمارك أو الضرائب يخشي غضب الوزير أو رئيس المصلحة عندما يتجاوز حدوده ويتطرق إلي اوضاع خطيرة وغريبة من المؤكد ان الجميع يعلمها! وكأن علي الصحفي ان يلتزم بما يصله من 'فاكسات' تحمل انجازات معالي الوزير أو سعادة رئيس المصلحة! وان لم يكن ذلك متاحا فالصفحات 'الاعلانية' المتخصصة بالصحف كفيلة بالدفاع عن الوزارة والمصلحة!
واطرف ما جاء في تبرير نقل عاطف طاهر من وظيفته كما جاء في صفحة 'اعلانية' باحدي الصحف ان 'الدلائل والتحريات اشارت إلي تقاضي بعض الموظفين ومنهم المفتش المعني بالامر لرشاوي من بعض المهربين نظير معاونتهم في تهريب بضائع دون سداد الضرائب'.
بداية ونهاية اقول بالفم المليان: اقطعوا رقبة الموظف الجمركي المرتشي ولا تكتفوا بنقله إلي وظيفة ادارية لانه سينقل الرشوة إلي مكانه الجديد! وتعاملوا بالعدل عندما تقرروا نقل فلان أو علان ولا تتركوا بؤر الفساد تزداد نفوذا فالروائح الكريهة تزكم الأنوف.. وهدايا المهربين بألوف الجنيهات ومقالبهم احيانا تتحول إلي شيكات بدون رصيد وإلي 'كلاب ميتة'!
ولعل واقعة 'الكلب' تثير القهقهة و ضحيتها مسئول جمركي كبير حالي ويعلم بها الجميع . هذا المسئول قبل انتقاله من منصبه بمصلحة الجمارك بالقاهرة كان مسئولا بجمارك السويس وكان معتادا ان يتلقي اسبوعيا ايس بوكس 'صندوق ثلج' مملوءا بأسماك البحر الاحمر من بعض مسئولي جمارك سفاجا مقابل السكوت عن مخالفات أو مجاملة لا فرق!! المهم ان عددا من الموظفين 'الاخرين' عندما علموا بذلك طلبوا شراء آيس بوكس آخر وحصلوا علي كلب ميت ووضعوه وسط الثلج بالصندوق وارسلوه بديلا عن صندوق الاسماك إلي منزل المسئول إياه!
نفس المسئول الحالي اتفق مع احد كبار مستوردي قطع غيار السيارات علي تسهيل الافراج عن صفقة كبيرة مقابل مبلغ مالي كبير يدفع جزءا منه نقدا والباقي بشيك مؤجل.
تم الاتفاق باحد الابراج ببورتوفيق يملكه مستخلص جمركي والحقيقة ان المسئول اياه نفذ ما وعد به وحصل علي مقدم اتعابه وحصل علي شيك ب 130 ألف جنيه من اصحاب الصفقة الذين ماطلوا في تسديده مما اضطره إلي رفع قضية امام محكمة .. لكن اولاد الحلال اقنعوا المسئول بالتنازل عن القضية .. وبالفعل حصل علي مبلغ ضئيل وشرب مقلب عمره .
انا شفت المقال ده وحبيت أجبهولكوا
اختصار الموضوع ده أن أى حد بيشتغل بجد وبيخاف ربنا فى شغله بدل ميلاقى خير يلاقى شر ولى يهمل شغله ويقبل رشاوى ياخد ترقية
وفى الاخر يرجعوا يقولوا مصر ليه فيها رشاوى كتير !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!