عاشق من الماضى
وكأنما عيناى لم تدرك بعد ...
أن دربها قد تاه بأزمان لم تأتى ...
او تساير عبرات من الماضى ...
او آهات بها نشتكى ...
فلمن أتساءل ...
وأنا تائه بين زمنين ...
او عدة أزمنة أحار فى سجعها ...
أيا إنسان هذا الزمان تائه فلتدركنى ...
او دعنى للممات ...
فمن قبل مت ...
وإبن إسحاق يغتال أحلامى ...
راميا بها سدى الرياح ...
يقول والألم أسماعى ...
هى بنت عمر بن الجحشان ...
بنت عمه ...
وأنا غريب الدار ...
او مقطنى بديار الطائى ...
وبثينة بضفاف نجد ...
تراود فتيان بكر ...
هذا ما جرى سيدى إنسان هذا الزمان ...
وعلى جنبات خداى دمع العلقم ...
وطفت جميع الأحلام ...
واجدا نفسى بغابة لم أدركها بعد ...
لم يمت حاتم او أبا ليلى ...
ولكأن طيف لجنى نقلنى الضياع ...
ويقال هنا فلسطين ...
وهناك اليمن وضفاف بابل ...
وعلى الشرق ديار الإسكندر ...
ولكنى مسود البصيرة ...
او أناى بها الإدراك ...
بزمان بعد مجئ نبىّ ...
رمتنى شياطين عشق ليلى ...
أدركنى أيها الإنسان ...
مقتول أنا بكمدى أحزان ...
مسطور بتاريخ مضى حق الأموات ...
وأنا أتنفس هواء أزمانكم ...
منذ عشرين ونيف ...
والحب لم يعد حبا ...
والعشق تأصل فى الخداع ...
والوله تلذذ وإلتعاب ...
ماتت ليلتى عندكم ...
لكم يحارنى الطريق إليها أزمان ...
ولا أدرى بأى خدر هى تمتطى الأشواق ...
وأسابق الريح على جواد العشق ...
عسى رؤياى ليلى لصدفة خارج الديار ...
وقد تمضى الشهور ...
وأعانق القمر حساب ...
ولا تلمح عيناى منها أطياف وأطياف ...
منذ عشرين ونيف ...
إرتميت أزمانكم أحضان فراقى ...
تركت بنت عمر خلف مئات السنين ...
او منذ نيف ألف ومائان عاما وأحزان ...
أدركنى سيدى الإنسان ...
ذهبت او ليلى لا أدرى ...
وكل إدراكى أن تيه بزمانكم حان ...
والعشق عندكم لهو ...
او من الحرام إرتواء ...
الهمس طريق ...
آخره اللذة إفتنان ...
ولا يغدو الهوى سوى ظلام ...
لوتر يشدو حرام ثم حرام ...
وحتى إن حكيت لليلى ...
ستظننى المجنون لا فاقد التوهان ...
هذا حبكم سيدى الإنسان ...
بزمن لا أرتجيه حتى فى الأحلام ...
منذ نيف وعشرين أنا بينكم ...
ألتحى ألف وجه ...
وأقنع ملايين القطعات ...
كى لا تدركون فتهذلون ...
او تعلمون روحى فتضيع ...
فلتكن ذكرى بنت عمر رفيقتى ...
فمنذ نيف وعشرين ألقتنى إليكم الأقدار ...
وكم أدركت زمانكم للعشق إظلام ...