المحمول يتحول إلي "قنبلة إباحية" تدمر الأخلاق

إذا كنت تسعي لاقتناء آخر صيحة في عالم المحمول ومواكبة التطور التكنولوجي فاحذر الجيل الثالث فرغم فوائده أصبح كل شيء متاحاً داخل هذا الجهاز صغير الحجم حفيف الوزن.. تليفزيون وكمبيوتر وراديو وفاكس وتليفون وأمور أخري كثيرة. ولكن في الوقت نفسه فأنت تمسك بين يديك "قنبلة إباحية"..فكهذا سهلت التكنولوجيا الحديثة انتشار الرذيلة بين الشباب داخل المجتمعات المختلفة وبدأ الفساد يزحف ولا ندري إلي أين سيتجه بنا.. وهذه هي الآثار السلبية للتطور والذي أصبح لا نستطيع تجاهله.
ولو قلنا المهم في النوايا فأمامك الخير والشر فالاجابة جاهزة. حتي مع حسن النوايا فإنه من الممكن أن تجد رسالة مرسلة من مجهول أو من أحد الأشخاص تحتوي ما لا تسر العين وتخدش الحياء خاصة مع الفتيات من مختلف الأعمار فهذا التطور التكنولوجي صاحبه نشوب حرب جديدة تستهدف الأسرة.. تستخدم فيها أحدث مبتكرات العصر ومنجزات الألفية الجديدة.. فمع "المحمول" تتعرض النساء والفتيات لأبشع أنواع الهجوم الأخلاقي حيث انتشرت بسرعة البرق في الشوارع والجامعات وأيضاً المدارس كاميرات المحمول التي تلتقط صور النساء بدون أن يدركن ذلك بل يسمح بعض الشباب لأنفسهم بتصوير أية فتاة أو امرأة تروق لهم.. والأفدح هو سيل الصور الجنسية التي يتبادلها الشباب والفتيات فيما بينهم.

صور فاضحة
القضية أكبر من مجرد صورة. لأنها تنقل ما يحدث في غرف النوم وتتعرض لخصوصيات النساء والفتيات انها تشكل انحداراً للقيم الأخلاقية للمجتمعات خاصة الشرقية.
ومع الانتشار السريع لهذه الظاهرة بدأت نواقيس الخطر تدق بعنف تحذر من قرب انهيار للمجتمع ما لم توضع الضوابط لكبح جماح هذا الانهيار الأخلاقي وقبل ان يصل المحمول بتقنياته الغاية في التطور لمتناول كافة الأيادي وبخاصة الأطفال.
وهناك عدد كبير من الشباب يقتني بالفعل هذا المحمول المزود بالكاميرا. وكلما رأي فتاة يقوم بتصويرها وهي لا تدري ثم تفاجأ بصورتها مع أحد مما من قام بمعاكستها. وتتعرض الفتاة للابتزاز من هذا الشاب أو غيره من خلال تهديدها بأن يرسل صورتها لأهلها ويفضحها دون ان يصدر منها ما يشينها.
ولعلنا نتذكر حادثة الشاب الذي وقف في حي حدائق القبة وقام باستخدام كاميرا المحمول الخاص به في تصوير مؤخرات الفتيات اللاتي كن يسرن في الطريق العام بصورة تخدش الحياء.. هذا الشاب الذي تم القبض عليه وحوكم بالحبس مدة شهر علي ما ارتكبه من أفعال فاضحة وانتهاك لخصوصيات وحرمات.
كذلك نتذكر الشاب جامع القمامة في منشأة ناصر بطريق صلاح سالم الذي قام بطعن والدته بمطواه بعد اكتشافه ان والدته هي بطلة الكليبات الإباحية المنتشرة علي التليفونات المحمولة بالمنطقة والتي يشاهدها الرجال علي تليفوناتهم الخاصة. وقام بتبرير محاولة قتل والدته بمساعدة خاله بعد أن ألحقت بالأسرة العار والخزي فسدد لها طعنة نافذة في البطن فقاومته وحاولت الفرار لكنه لاحقها بعدة طعنات في القلب والصدر والجانبين بلغت 20 طعنة حتي سقطت علي الأرض بين الحياة والموت.
والأمر ليس قاصراً علي مصر فقد تبادل بعض الشباب بالسعودية علي المحمول صوراً لممارسات جنسية وكادت أن تؤدي إلي مشاحنات بين العائلات لولا تدخل السلطات والقبض علي الجناة.

مرض العصر
وعن أسباب الظاهرة يتعجب الدكتور يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي من موضة كاميرا المحمول التي تفشي أسرار الفرد والأسرة والمجتمع وتعتدي علي الخصوصية حيث تسجل صورة بدون علمه ومعرفته وهذه ظاهرة نتيجة منطقية لشيوخ ثقافة "الفيديو كليب" التي انتشرت وتضخمت حتي أضحت مرض العصر.
ويؤكد د. يسري ان أبناء الطبقة الثرية يستغلون ثراءهم والتكنولوجيا في معاكسة الفتيات في أي مكان في الجامعة أو المدرسة أو الشارع.. وهو ما لم يكن موجوداً في الجيل الماضي الذي كان الحياء والاحترام هما لغته.. أما جيل اليوم فقد مارس كل شيء ولم يصل إلي نتيجة لأنه ضائع وتائه ومشرد في مجتمع طارد له.. قاس عليه وفي أسرة تغلب عليها لغة المادة والمظاهر قبل لغة الأخلاق والتربية السليمة.
مطلوب تشريع جديد
ويقول ناجي سامي المحامي بالنقض إنه بسبب عدم وجود نص قانون يجرم هذه الأفعال فإن القضاء يحاول تقريب العقوبة الجنائية إلي جرائم الآداب وعقوبتها من أسبوعين إلي ثلاثة أشهر حيث لا توجد جريمة ولا عقوبة إلا بنص ولا يوجد نص قانوني يساير هذا التطور التكنولوجي للأجيال ومثلما حدث في حالة سرقة التيار الكهرباء عندما دخلت البلاد للمرة الأولي احتار القضاء في كيفية معاملة مثل هذه الحالة وكانوا يعتبرونها سرقة عادية إلي ان وضعت لها النصوص القانونية الخاصة بها.. كذلك الأمر بالنسبة للقرصنة الجوية.. وهذه أمور مستحدثة لم توضع في الحسبان في أول الأمر والمطلوب هو اصدار تشريع جديد يحكم قانون الاتصالات بما دخل عليه من تطور كما حدث بالنسبة للجيل الثالث ومن بعده من الأجيال القادمة.
وبسؤاله عن الاجراء الذي يمكن ان يتخذه أي فرد في حالة ان تم انتهاك محموله الخاص أو ذويه يقول المحامي ناجي سامي ان الاجراء هو الذهاب إلي مباحث التليفونات حيث يتم تفريغ الرسالة من محتواها ثم يتم تحرير محضر في قسم الشرطة ثم يحول إلي النيابة ويتم بموجبها معاقبة الجاني من أسبوعين إلي ثلاثة أشهر في أقصي الحالات ومن السهل علي أي محام شاطر ان يخلص مرتكب الحادث من هذه العقوبة.. أما بالنسبة للشركة المالكة لخط المحمول فانها تقوم في المرة الأولي بانذار الشخص ويتم سحب الخط في المرة الثانية.. وهذا اجراء عديم الجدوي مع جملة الاغراءات التي تقوم بها الشركات المتنافسة من أجل بيع كروت الشحن