أجمل ما فى دراما رمضان هذا العام هو مشاركة النجوم والنجمات العرب فى المسلسلات والأعمال الدرامية، بصورة لم نشهدها من قبل.
والأجمل ليس فقط فى اشتراك ممثلين مثل جمال سليمان، وباسم ياخور، وممثلات مثل نيكول سابا ورزان مغربى ومايا نصرى وآخرين كثيرين فى بطولة الأعمال المصرية، والتمثيل باللهجة المصرية، ولكن فى ظهور شخصيات عربية تتحدث باللهجات السورية واللبنانية والفلسطينية من خلال الأعمال المصرية، أو ذات الإنتاج المشترك.
ومن النوع الأول شاهدنا لأول مرة أحداثاً تتعلق بفلسطين وقضية الأسرى فى مسلسل «البوابة الثانية»، وسمعنا كلمات مثل غزة والحصار والقصف والسجون الإسرائيلية لأول مرة فى عمل تليفزيونى مصرى، كما تعرفنا على عشرات المواهب العربية من الكبار والأطفال يمثلون بلهجتهم الشامية المحببة.
ومن النوع الثانى تابعنا مسلسلات ناجحة مثل «صدق وعده»، و«هدوء نسبى»، و«كلام نسوان» ، وهى أعمال امتزج فيها الحوار باللهجة المصرية مع الفصحى مع لهجات عربية أخرى، وذابت الفوارق التى كانت تمنعنا زمان من تذوق الأعمال الفنية العربية بحجة صعوبة اللهجة، وكانت تُغْضِب منا الأشقاء العرب، وتشعرهم بأننا نتعالى عليهم، وأننا لا نهتم بفنونهم مثلما يهتمون بفنوننا.
وكان هذا الشعور هو سر بعض التصريحات المستفزة التى نسمعها أحيانا من هنا وهناك عن الصراع بين الدراما السورية والمصرية، أو المؤامرة الخليجية على تراث الفن المصرى، أو محاولات إبعاد النجوم المصريين عن الساحة أو احتكارهم أو على الأقل اختطافهم..
وزادت هذه التصريحات والمناوشات حدة، بعد قرار نقيب الممثلين أشرف زكى بتحديد عدد الأعمال المصرية التى يشارك فيها نجوم عرب، بحيث لا تزيد على عمل واحد لكل نجم أو نجمة عربية، وهو الكلام الذى لم يتحقق أبداً، بل بالعكس، أثار استياء كثير من الفنانين والكُتاب المصريين الذين دافعوا عن حق أى عربى فى التواجد على ساحة الفن فى مصر، هوليوود الشرق، وصانعة النجوم، ووطن الفنانين من أى بلد عربى، منذ بداية فنون المسرح والسينما والتليفزيون، وإلى الأبد..
وجاءت حصيلة الأعمال الدرامية الرمضانية لتؤكد هذه الحقيقة، وتضيف بعداً جديداً لها، وهو الظهور المتزايد للشخصيات العربية من خلال المسلسلات، بل وشاهدنا برنامجاً مصرياً ناجحاً وهو «باب الشمس» تقدمه مذيعة عربية، وهى رولا جبريل.. كما شاهدنا المطربة الأردنية الجميلة ديانا كرزون، وهى تقدم برنامجاً من إنتاج التليفزيون المصرى، بعنوان «دويتو» وهو اتجاه محترم يستحق عليه التحية وزير الإعلام «أنس الفقى».
والمطلوب الآن أن ينتقل هذا التوجه من التليفزيون إلى السينما، ونشاهد أفلاماً إنتاج مصرى عربى مشترك، كما حدث أكثر من مرة فى عصر السينما الذهبى، ولا نكتفى بإسناد بطولات الأفلام لنجوم ونجمات عرب، بل نتجاوز ذلك، ونصور قصصاً تدور أحداثها فى دول عربية مختلفة وتعالج قضايا تهمنا جميعاً.. فهل سيحدث ذلك قريباً؟.