الكثير من الناس يتتوقون إلى النوم في ساعات الليل المتأخرة، ولكن لا ينجح جميعهم بالاستمتاع بنوم هانئ. ما هو السبب في أن الكبار بالسن بالذات يعانون من القلق؟ وما هي طرق علاج المشكلة؟ وماذا يحبذ أن نفعل قبل تناول الأقراص المنومة؟
النوم هو أمر رائع، حيث يقول سبحانه وتعالى "وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا"، كما أن النوم يعد حاجة جسمانية أساسية لأجسامنا كي تقوم بأداء وظائفها جيدا في اليوم التالي.
هل يعاني الكبار بالسن من القلق أكثر من الشباب؟
للأسف الشديد فإن نسبة كبيرة من الكبار بالسن تعاني من نوع ما من أنواع القلق ونسبة لا بأس بها منهم يتناولون أقراص النوم بشكل منتظم في بعض الحالات. إن من شأن مشاكل النوم أن تتسبب بأضرار في الأداء إضافة إلى أن الأدوية المنومة وخصوصا تلك التي تنتمي لعائلة البِنزوديازيبين (ومنها الفاليوم) قد تؤدي إلى انخفاض اليقظة وخطر السقوط.
هل ينام الكبار بالسن ساعات أقل بالليل؟
تقصر ساعات النوم بشكل عام مع التقدم بالسن، كما أن تركيبة النوم تتغير. ويستغرق الكبار بالسن مدة أطول كي يخلدون إلى النوم إضافة إلى أن فترات النوم العميق لديهم تصبح أقصر. وإذا ما نام الشخص أربع ساعات في الليلة فهي كافية وكفيلة بأن تشعره بعد ذلك بالراحة وتجعله يقوم بأداء وظائفه كالعادة. وتكمن المشكلة في أن هذا الشخص يخلد للنوم الساعة الحادية عشرة ويستيقظ الساعة الثالثة من بعد منتصف الليل.
ما هي أسباب مشاكل النوم لدى الكبار بالسن؟
الاكتئاب: وهي مشكلة صحيّة مؤثرة ومنتشرة لدى الكبار بالسن. إن من شأن الكشف عن الاكتئاب ومعالجته أن يحل مشكلة النوم أيضا.
توقف التنفس خلال النوم: الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة يكثرون من الاستيقاظ خلال الليل إثر انسداد مسالك التنفس. ولا يشعر من يعاني من هذه المشكلة بوجودها ولا يستطيع هو بل الزوج أو الزوجة أن يؤكد ذلك. هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة ويصاحبها في الغالب شخير. وفي الحقيقة أن الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة لا يكاد ينام خلال الليل ولذا يبقى نعسا خلال ساعات اليوم وقد يغفو خلال السياقة.
عدم شعور بالراحة في الارجل: ومن مسبباته التشنجات، الالتواء والنخزات التي تصيب الرجلين خلال الاستلقاء وخصوصا في الليل. ومن أعراض هذه المشكلة الاستيقاظ مرات كثيرة خلال الليل والنعاس خلال النهار.
قصور القلب: ضيق التنفس الليلي عند الاستلقاء الذي يؤدي إلى الاستيقاظ.
مرض الجريان الرجوعي reflux: وهو ارتداد عصارة المعدة إلى المريء خلال النوم، الأمر الذي يؤدي إلى استيقاظ الشخص وهو يعاني من الحرقة.
فرط نشاط المثانة: وخصوصا لدى النساء، وهو أمر يؤدي إلى الاستيقاظ إثر الحاجة إلى التبول.
مشكلة في البروستاتا لدى الرجل: الأمر الذي يؤدي إلى الحاجة إلى التبول المتكرر خلال الليل.
الأدوية التي تؤدي إلى مشاكل النوم لدى نسبة بسيطة من الأشخاص: ومنها ادوية بيتا لضغط الدم، ودواء إمينوفيلين الذي يعطى لعلاج مشاكل التنفس.
آلام المفاصل: وفي بعض الأحيان تزداد حدة هذه الآلام خلال الليل.
إذا ما تم الكشف عن واحدة من المشاكل المذكورة أعلاه فيجب علاج المشكلة نفسها وبالتالي تحل مشكلة النوم التي تعتبر من أعراض المشكلة الأصلية. ويجب الحرص على علاج مشكلة توقف التنفس خلال الليل بشكل خاص حيث أن هذه المشكلة تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وكذلك الخطر الذي قد يتهددك ويتهدد الناس إثر وقوع الحوادث بسبب السياقة غير الآمنة.
إذا راودكم الشك بأنكم أو أحد أقربائكم تعانون من هذه المشكلة فيُنصح بطلب توجيهكم إلى مختبر النوم حيث يتم تشخيص المشكلة. والشخص الذي يكشف عن إصابته بالمشكلة يحصل على جهاز تنفس خاص.
ماذا نفعل إذا لم نكن ممن يعانون من المشاكل المذكورة أعلاه؟
يمكنكم محاولة تغيير نمط حياتكم أو التوجه لتلقي العلاج الدوائي. ولنبدأ بالخيار الأول:
الامتناع عن النوم خلال ساعات الظهيرة (القيلولة) أو تقصير مدتها. العديد من الأشخاص معتادون على النوم في ساعات الظهيرة (القيلولة). وتعتبر القيلولة أمرا رائعا لمن لا يعانون من مشاكل النوم. غير أنها أقل جودة من النوم خلال الليل وتأتي على حسابه.
اتركوا الفراش. إذا لم تنجحوا في النوم ينصح بترك الفراش والانتقال إلى غرفة أخرى للقراءة أو سماع الموسيقى. ولا تعودوا للفراش إلا عندما تشعرون بالتعب الشديد. وفي النهاية ستعتادون على أن الفراش مخصص للنوم .
لا تناموا أمام التلفاز. اجلسوا على كرسي خشبي صلب ولا تجلسوا على أريكة مريحة. ويمكنكم أيضا أن تنهضوا من حين إلى آخر.
لا تشربوا القهوة بعد ساعات الظهيرة. القهوة منبهة ومدرة للبول. ويحبذ أيضا الامتناع عن الشرب في ساعات متأخرة وتناول وجبة ثقيلة قبل النوم.
نزهة ليلية ممتعة، أو حمام مهدئ قبل النوم – هي أمور مجدية للاستمتاع بنوم هانئ خلال الليل.
أشغلوا أنفسكم. فإن النشاط الجسماني العام، والنشاط اليومي يساعد على الاستمتاع بنوم جميل.
إذا كانت ساعات نومكم قصيرة (رغم أنها كافية) فينصح بمحاولة الخلود للنوم في ساعات متأخرة.
وإذا ما زلنا لا ننجح في النوم رغم ذلك؟
إذا استنفذتم جميع هذه الخيارات المذكورة أعلاه يمكنكم التوجه للعلاج الدوائي. وينصح بتناول أدوية قصيرة المدى، لا تؤثر على الجسم لمدة طويلة ويجب عدم تناولها كل يوم. توجد اليوم في الأسواق عدة أدوية جديدة أكثر فعالية.
والخلاصة؟
توجّهوا لطبيب العائلة، وأخبروه بمشكلة النوم كي يقوم بإجراء تقييم قصير تحصلون بعده على العلاج الملائم.