يصادف يوم 26 أبريل/نيسان الذكرى الثالثة والعشرون لكارثة محطة تشيرنوبل الكهروذرية، كارثة حصدت أرواح العشرات في الأيام الأولى من وقوعها، إلا أن آثارها المدمرة على الانسان بدأت تظهر بعد أسابيع، حيث توفي وأعيق بسبب الاشعاعات آلاف الأشخاص.
وغيرت فاجعة تشيرنوبل مجرى حياة أعداد كبيرة من الناس. وكان رجال الإطفاء والجنود على الخطوط الأمامية للمعركة غير المتكافئة مع الذرة المنفلتة. وكان هؤلاء يدركون أنهم يغامرون بأرواحهم، لكن شعورهم العالي بالمسؤولية عن أمن وسلامة الملايين دفعهم إلى سبيل التضحية ونكران الذات.
وكان الجنرال فلاديمير لوبوف آنذاك نائبا لرئيس أركان الجيش السوفيتي وآمرا لقوات الدفاع الكيماوي والإشعاعي.
ويقول الجنرال: "كارثة تشيرنوبل بحد ذاتها كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا، لكن تأهب أفراد وحدات الدفاع الكيماوي والاشعاعي ومستوى وعيهم وشعورهم بالمسؤولية كانا كافيين لكي يؤدي هؤلاء الأبطال واجبهم على أحسن وجه، بالرغم من الخطر القاتل الذي كان يحدق بهم".
وحتى بعد مرور 23 عاما على تلك الكارثة يبقى لدى مزيلي آثارها شعور بأن عملهم البطولي لم يثمن بالقدر الكافي، فالآلاف منهم فقدوا الامتيازات الاجتماعية التي كانوا يتمتعون بها في السنوات السابقة.
شهادة أحد المشاركين في أعمال إزالة أثار الكارثة: لم نكن ندرك مدى الخطورة بالكامل
تحدث فيكتور غيمون، أحد المشاركين السابقين في أعمال إزالة آثار كارثة تشيرنوبيل عن تنظيم الأعمال ونتائجه، تحدث قائلا: "كنت أعمل في المناطق القريبة من المفاعل نفسه، وقد نقلنا التراب الموبوء، وكل ما كان يحيط بالمفاعل، الى مكان آخر، وبعد ذلك وضعنا الاسمنت المسلح في تلك المناطق. ولم يتوقف العمل حتى الساعة الواحدة بعد مننصف الليل".
وأشار غيمون الى أن الأعمال كانت منظمة بشكل جيد ولم يحتاج المشاركون في الحملة الى الطعام والمستلزمات الأخرى.
وذكر: "لم نكن طبعا نفهم مدى الخطورة لهذا المفاعل ولعملنا بشكل كامل. لكننا كنا ندرك أن الخطر كان يحدق بنا وكنا نرى هذا بواسطة مقاييس الاشعاعات ومدى فعالية آثار الانفجار حولنا. وآثار عملنا في تلك المناطق لم تظهر في تلك الفترة، بل بدأنا بفهم طبيعتها بعد سنة أو سنتين".