أخي القارئ .. لاحت بالأفق ومن سنوات عده ظاهره خطيره مع الأسف الشديد آخذه في
الأزدياد .. الا وهي ظاهره التعصب القبلي .. فقد علقت إحدى الصحف في تحقيق
صحفي نشر قبل فتره .. على ظاهرة انتشار التعصب القبلي في مدارس التعليم
العام ..حتى سأل طالب معلمه عن قبيلته.. وكأن الذي يهمه ويعنيه في المعلم ان يكون
من قبيلة أصيلة..؟!
وعملا بقول الشاعر العربي..وينشأ ناشئ الفتيان فينا / على ما كان عوَّده أبوه..فإن
الإنسان لا يستطيع أو أنه ليس من حقه لوم الطلاب الصغار على تنامي المشاعر القبلية
في صدورهم، وليس المقصود هنا الاعتزاز الحميد المقبول بالنسب الصالح، ولكن ما
تجاوز ذلك إلى الغطرسة والكبر والتعالي على الناس..لأنهم من قبيلة يرونها أقل قدرًا أو
لعدم الارتباط بقبيلة، وبدلا ان يكون المعيار هو التقوى والصلاح والعمل والعطاء..
أصبح المعيار هو الحسب والنسب فقط لا غير..!
نعم إن الإنسان لا يستطيع لوم الصغار على نعراتهم البريئة.. إذا ما علم أنهم غُذوا بها
من خلال العديد من البرامج ووسائل الإعلام ..ففي صفحات الشعر الشعبي تختفي لغة
القرآن.. وترتفع لغة القبيلة، وفي المهرجانات وفي مسابقات مزايين الابل، وشاعر
المليون وظفت فيه العصبية ..وكانت حسرة عدم الفوز على القبيلة لا على الوطن،
وأصبح هناك عدة قنوات فضائية لشعراء الرد والردح ومعظمها يدعو إلى العصبية،
وأصبح لقب شاعر الوطن يطلق على كل من هب ودب من شعراء الشعر الشعبي.. وأخذ
أساتذة جامعات مصابون بهذه النعرة يدعون إلى تقرير الشعر الشعبي على الأبناء مادة
دراسية في الجامعات ليزيدهم عمى على عماهم، وأصبح هذا النوع من الشعراء
يشاركون في حفلات زفاف القبيلة مقابل آلاف الريالات.. ويزفون وكأن الواحد منهم
وريث “المتنبي” عند دخولهم إلى قصر الأفراح.. وأصبح الذين لا يملكون كتابة هذا
النوع من الشعر يدفعون لمن يكتب لهم عشرات الآلاف مقابل القصيدة الواحدة مما يجعل
جريرًا يتحسر في قبره والفرزدق يتدلى من مئة قامة..!
وبعد ذلك كله نَلوم صغار التعليم العام على ما اكتسبوه من تعصب ونود أن نقرأ في
عيونهم صورة الوطن..؟!.. أخي القارئ كيف لنا أن نستطيع أن نعلم ونعود ونزرع
الوطنيه فى نفوس هذه الأجيال القادمه والواعده فى ظل هذا التعصب الجاهلي الذي
لايغني ولا يسمن من جوع .. هذا ماوددت طرحه على أنظاركم وكلي يقين بأنه غير
غائب عن الكثير منكم .. ولكن من باب التذكير .. ودمتم بحفظ الرحمن