"~(وقفـــــــات عندما يأتي الليل .. كلنا يقف عندها)^-"
عندما يأتي الليل .. نرى .. نعم نرى .. رغم الظلام نرى ..
الأبواب .. و قد أغلقت ..
أنوار الشوارع .. قد أطفئت ..
ستائر البيوت .. و قد أسدلت ..
كل شيء قد آل للسكون ..
كل شيء هدأ .. و لكن ..
ثمة شيء لا يهدأ .. ثمة روح لا تسكن .. ثمة قلب ينبض ..
ثمة وقفات في حياتنا و تدور حولنا ..ربما نعلمها و ربما لا ..
ربما نحسها و ربما ..
هذه وقفات وقفت أنا عندها ..
لأنها .. هزتني من داخلي ..حركت بداخلي مشاعر ..
حركت بداخلي الإحساس و
الشعور بالغير جعلت مرقدي
لا يستريح كيف انام وهؤلاء
يعانون ومن الامهم مترعون..
*شاب...
.. في عقده الثاني .. و قد ضيعته المخدرات ..
نعم و الله .. المخدرات .. ذلك الشبح الذي يداهم البيوت ..
و يكسر الأبواب .. و ينجس الأبدان ..
ضاع .. و ضاع عمرهـ .. ضاع .. و ضاع شبابه ..
يتأوه .. يصرخ .. يتألم .. لأنه لا يملك المال حتى يعطي كلاب البشر ..
مقابل ماذا ..
مقابل ..
أن يعطوه جرعة من السموم .. هي و الله ..
ستزيد من هلاكه ..
يبحث و يفكر كيف الحصول على المال ؟؟
(( هنا يوسوس له الشيطان حتى يسرق ))
*ابنة العشرين...
.. و قد أتمت دراستها الجامعية ..
تسرح بعينيها الذابلتين .. تفكر و تتذكر ..
ضحكات في عالم الصغر ..
دمعات في منتصف العمر ..
تتجول بنظرها في أرجاء الغرفة .. حتى وقعت عينها على وردهـ ..
و قد جفت و ذهب لونها ..
جفت .. و ذبل ورقها ..
تبسمت ابتسامة صفراء و تذكرت أنها هي الوردة الحقيقية التي حرمت من حقها في الزواج لأن عادات القبيلة التي تنتمي لها تقول :
(البنت لولد عمها)
طيب .. أين هو ؟؟
يوم في أوروبا ..
و يوم في لبنان ..
و يوم و يوم .. يدرس !!
أي دراسة هذه ؟؟
يعيش حياته .. و أنا ..
(( هنا تتنهد بقوة و تستلقي على سريرها الوردي ))
*شاب وسيم ...
نعم وسيم .. في عقده الثالث ..
و لكنه ..
ضائع .. تائه .. حائر ..
يجوب الشوارع ..
بسيارته الفاهرهـ ..
لا و الله ..
هو لا يملك سيارة ..
يمشي و يدور .. يقيس الشوارع .. و لا يعلم أين هو ؟؟
يعد الإشارات .. و لا يعلم من هو ؟؟
و لكن الذي لا تعلموهـ .. أنه كان يملك سيارة .. و ليس أي سيارة ..
كانت سيارته تقدر بقيمة 500 ألف درهم..
و في يوم .. كان هو محور تغير حياة هذا الشاب ..
حادث سيارة .. لم يكن مروعا للغاية ..
و لكن الإنسان ضعيف ..
أتعلمون ما الذي فقدهـ هذا الشاب ..
وسامته .. لا هو مازال وسيما ..
أطرافه .. لا هو سليم يتحرك و يمشي ..
لقد ..
لقد فقد هذا الشاب .. فقد عقله .. و أصبح ( مختل عقليا ) ..
ماذا تتوقعون من والدهـ الذي يملك الملايين .. قام يجهز لتسفيرهـ لعلاجه بالخارج .. لا ..
ذهب للمحكمة .. و تبرأ من فلذة كبده ..
يقول : أنا لا يشرفني أن يكون لي ابن مختل عقليا ..
و من يجرؤ على تقييم فعله ..
فهو ..
رجل أعمال ناجح و معروف ..
و لا يريد شوشرة ..
(( هنا تدمع عيني و الله .. شاب .. و يضيع بهذه السهولة .. الأب .. أين الأب ؟؟
أين خوفه من الله و أين تقواه ؟؟
أين القلب الحنون يا أيتها الأم القاسية .. أين و أين ؟؟ ))
*امرأة ..
و قد استلقت على سريرها بعد عناء يوم طويل .. تحدق بنظرها لمكان زوجها و قد خلا ..
مات .. لا لم يمت ..
سافر .. لا هو موجود ..
مريض .. مشغول .. ضاقت به الدنيا ..
و الله ليست أعذارا ..
هو يريد من يحمل اسمه .. نعم ..
هجرها .. لا لذنب اقترفته ..
و لا لعطية منعتها ..
هجرها .. ..لم أقف عائقا في وجهه عندما أراد الزواج ..
و لكن كان بيننا وعد أنني أظل أنا في قلبه الزوجة و الحبيبة ..
(( هنا غلبها النعاس ))
*يتيم...
..و قد توفى أباه و هو ابن الأربع سنين ..
ألم يعلم عمي .. أن أكل مال اليتيم من السبع الموبقات ؟؟
ألم يعلم جدي أني سأكبر و أعي ما يدور حولي ؟؟
لماذا .. لماذا يا أبي رحلت عني و تركتني في قارب قد ضيعت مجاديفه ؟؟
(( هنا تدمع عينيه شوقا لرؤية أبيه ))
هذا بعض من كل ..
وقفات قد تمر في حياتنا ..
وقفات قد نسمع عنها ..
و لكن ..
هي وقفات ..
لم نقف عندها ..
نتأمل ..
قد يقف الإنسان عندها .. متعجبا !! مستغربا !! مستنكرا ..اخواني ..خواتي ..نحن نعيش بنعيم من رأسنا لاخمص قدمينا ..واحيان كثيره نردد كلمه..مليت..طفرت..زهقت.....
لو نظرت لكل من هؤلاء لما قلتها..وغيرهم الكثير الكثير ممن تخرج لهم الزفره قبل العبره