كمال الأجسام وفن إعادة صياغة الجسد البشرى
كمال الأجسام وفن يصعب احترافه عادة ما تلقى الممارسه الاحترافيه لكمال الأجسام القدر الأكبر من السخط و الهجوم باعتبارها "تافهه" ولاهدف من وراءها، إلا أن البعض يرونها غايه تتطلب سعى مضنى لتحقيق الهدف من وراءها وهوإعادة هيكلة الجسد البشرى و تحسين صورته . ألا ترى ذلك كهدف لشكل من أشكال الفنون ؟ قد يبدو هذا مفهوماً غريباً ، إلا أن النظر إلى كمال الأجسام من زاويه جديده قد يجعل هذاالتفكير يبدوأكثر عقلانيه.
فإذا كان تشكيل أو تعديل قطعه فنيه كنحت تمثال على سبيل المثال، أو حتى إضافة بعض الألوان لرسم وتحديد خطوط لوحه فنيه جميله هو ما نعرفه عادة كصوره من صور الفن، و إذا كانت إعادة صياغة وتجميل الجسد البشرى وتحسين صورته هدفاً رئيسياً لممارسة كمال الأجسام، ألا يجعل ذلك من هذه الرياضه صوره حيه من صور الفن؟ بالطبع هى كذلك، وإذا كان هناك أى اختلاف فهو أن صعوبة إعادة تشكيل ونحت الجسد البشرى دون شك تفوق صعوبة تشكيل أى قطعه أو لوحه فنيه أو حتى تعديلها للأفضل.
فالممارس لرياضة كما الأجسام يجب أن يبدأ بالتخطيط لبرنامج تدريبى مناسب آخذاً فى الاعتبار قياساته وقدراته الجسمانيه و قدرته على التحمل وحالته الصحيه بوجهٍ عام. فأثناء المرحله التجريبيه قبل تحديد البرنامج المناسب للتدريب، يتعين
تخيل المجهود الهائل الذى يتطلبه
نحت كل هذه العضلات الضخمه على اللاعب تجربة تمارين وأنظمه غذائيه وأنواع مكملات غذائيه مختلفه ،كما يجب عليه أيضاً أن يخضع لمجموعه مختلفه من مستويات التدريب و معدلات تواتره قبل أن يقوم باختيار الأفضل بالنسبة له من هذه المجموعه الواسعه من مكونات البرنامج التدريبى المتكامل بمساعدة الإشراف المهنى المتخصص.
ناهيك عن أن هذه الرياضه المتطلبه و القويه تختلف فى طبعتها بالنسبه للمحترف عنها بالنسبة للممارس العادى من حيث طبيعة التدريب وأسلوب الحياه الذى يتبعه كلاً منهما. فالممارس العادى بهدف تكوين عضلات وجسد قوى وصحيح يبذل مجهوداً يمكنه من تحقيق هذه الغايه بصوره تعد أقل إرهاقاً مقارنة بما يتعين على اللاعب المحترف القيام به من أجل حياته ومهنته الاحترافيه والتى تمثل بالنسبة له هدفاً قد يفنى حياته فى محاولة تحقيقه.
لذلك فإن احتراف رياضة كمال الأجسام يتطلب مزيد من الجهد والتمرين وكذلك الالتزام بأسلوب حياه أكثر تفانياً وأكثر صرامه. فضلاً عن كون الاستعداد للمسابقات الاحترافيه أمراً شاقاً يبذل خلاله محترفى هذه الرياضه جهداً مضنى لتحقيق أفضل النتائج. ومن ثم فإذا كانت رياضة كمال الأجسام هى رياضه أقرب للفن، فربماهى فن ليس من السهل احترافه لإعادة صياغة وتجميل الجسد البشرى.