DoDi_2010 مشرف
المشاركات : 8217 العمر : 32 ساكن فين؟ : بـــــــــ لاتعـــــــ العدل ـــــرف ــــــلد بتشتغل اية؟ : مفـــــــــ شغل ــــــــــــيش السٌّمعَة : 4 نقاط : 255 تاريخ التسجيل : 04/06/2007
| موضوع: في مهرجان القاهرة .. كثير من السياسة والجنس وقضايا المهمشين وقليل من السينما! الثلاثاء 18 نوفمبر 2008 - 13:59 | |
| تحاول الدورة الثانية والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى التي تبدأ يوم الثلاثاء القادم وتستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أن تطرح من خلال أفلامها مجموعة من الهموم الإنسانية والاجتماعية التى تؤكد أن الصراع مستمر بين الجديد والقديم، وأن الأحلام واحدة والمشكلات لا تتغير، ولكن الأمل أيضاً موجود ويحتاج فقط إلى من يحاول البحث عنه وإحيائه.وتعاني كثير من أفلام المهرجان من الهوة الشاسعة بين الفكرة والمعالجة المبتكرة لها، فيما تقترب أفلام قليلة تشارك في مسابقات المهرجان من فن السينما الحقيقي، وخاصة بعض الأفلام الفرنسية والإيطالية والأسبانية.وأسبانيا تحديداً هى ضيف شرف هذه الدورة، حيث يُعرض منها 23 فيلماً من الأفلام الجديدة، وترأس لجنة التحكيم الدولية للمسابقة الرسمية النجمة الأسبانية أنجيلا مولينا، وكل هذا التكريم مستحق تماماً بسينما أوروبية مهمة وفيكتوريا أبريل، ومخرجين كبار مثل كارلوس ساورا و خوان بارديم و بيدو ألمادوفار و أليخاندرو أمينا بار .. وغيرهم.على الجانب الآخر، فإن مستويات بعض الأفلام القادمة من سينمات عريقة مثل السينما البريطانية والروسية والتشيكية والبولندية أقل كثيراً من المتوقع، ولكن ذلك لا يعنى بالضرورة تواضع إنتاج هذه الدول، فالمهرجانات أصبحت اليوم كثيرة، والمنافسة شديدة بينها لانتزاع أفضل الأفلام فى عرضها الأول، وبصفة عامة سيجد مشاهد مهرجان القاهرة أفلاماً مهمة فازت بجوائز كبرى مثل أحسن إخراج فى مهرجان كان 2008.ولهذا المخرج أسلوب خاص فى السرد من خلال عدد محدود من الشخصيات، وأفلامه تنقل إليك حالات أكثر مما تحكى حواديت تقليدية، جماليات الصورة عند سيلان، وقدرته على إدارة ممثليه ببراعة، وهناك أيضاً أفلام لمخرجين معروفين مثل المخرج أمير كوستاريكا الذى يعرض له المهرجان فى القسم الرسمى خارج المسابقة فيلم عدنى بهذا من إنتاج العام الماضى، وكوستاريكا من أهم مخرجى السينما العالمية.ولا ننسى له أفلامه الشهيرة التى تمتزج فيها الضحكات بالدموع مثل أبى فى رحلة عمل و تحت الأرض، كما سيعرض القسم الرسمى أيضاً فيلماً آخر لمخرج كبير هو كين لوش من إنتاج العام الماضى هو إنه عالم حر، ولوش من أهم المخرجين الذين يمزجون ببراعة بين الجوانب الاجتماعية والسياسية فى المجتمع البريطانى وخاصة فى أوساط الطبقات العاملة وأوساط الفقراء والمُهمشين.وبمناسبة المشكلات الاجتماعية فقد تكرر فى أكثر من فيلم من افلام المهرجان هذا العام الحديث عن مشكلة الهجرة، وكلها تتفق تقريباً على النهاية المؤلمة للمهاجرين سواء كانوا من العرب الهاربين إلى أوروبا، أو من المكسيكيين الذين يعتبرون الولايات المتحدة الجنة الموعودة، أو من الأتراك الذين يهربون من وطنهم بحثاً عن حياة أفضل فى الغرب وخاصة فى ألمانيا، فى فيلم بعنوان اللاجئ من إنتاج تركيا ومن إخراج ريس سيليك.ويدور حول معاناة شيفان الشاب الذى هرَّبه جده العجوز ساهو إلى ألمانيا بعد اتهامه بإحراق إحدى المزارع، ويستعرض الفيلم حالة الضياع التى يمر بها من معسكر الإيواء الذى يقيم فيه إلى شوارع المدن، وحتى عندما يلتقى ببعض الأتراك فى ألمانيا فإنه لا يستطيع الهروب من الشعور بالغربة بينهم لأنهم انفصلوا تقريباً عن جذورهم، وتحولوا إلى ألمان يتحدثون التركية أحياناً.فى فيلم آخر مكسيكى هو رحلة تيو يستعرض المخرج والتر دونشيز معاناة الطفل تيو الذى يصطحب والده فى رحلة هروب إلى الولايات المتحدة، ولأن الرحلة غير شرعية يطاردهم البوليس فيختفى الأب، ويصيح على الابن أن يواصل طريقه معتمداً على شخصيات مُغامرة مثل طفل آخر صغير يتعاطف معه، ورجل فى منتصف العمر يقول مُلخصاً المأساة كلها أنه يحاول الهجرة لأن ذلك يحميه من الجوع، وفى أكثر من فيلم مكسيكى نشاهد أن مطاردات حرس الحدود للمهاجرين، وإطلاق النار عليهم، وقتل بعضهم لن يمنع من تكرار المحاولات.والمهاجرون العرب لهم نصيب كبير فى أفلام المهرجان، خاصة بعض الأعمال الأسبانية مثل الفيلم الديجيتال المتميز العودة إلى حنظلة بطولة المغربية فرح حامد و خوسيه بيريز ومن إخراج شوس جوتييريز.والحكاية عن رشيد شقيق الفتاة المقيمة فى أسبانيا ليلى الذى يغرق أثناء رحلة الهجرة إلى حيث الشواطئ الأوروبية، وتتفق هى مع الشاب الأسبانى مارتن الذى يعمل فى مجال نقل جثث المهاجرين على شحن جثة شقيقها فى رحلة حزينة إلى قرية حنظلة التى جاء منها حاملاً أحلامه، والفيلم مؤثر للغاية خاصة فى إبرازه تقارب المشاعر الإنسانية بين مارتن وأهل رشيد و ليلى فى المغرب الذين يشعرون بالاقتناع لضيفهم الأسبانى بصرف النظر عن اللغة والجنس والدين.والمغرب أيضاً ومهاجروها كانت أيضاً محور الفيلم الأسبانى فتيان عاديون للمخرج دانييل هيرنانديز الذى اختار ثلاثة نماذج من مدينة تطوان، وهى المدينة التى خرج منها بعض الإرهابيين الذين كانوا وراء تفجيرات مدريد الدامية.والنماذج لا تتجاوز حاجز الحلم بالخروج من دائرة الفقر والبطالة، وهناك حكاية مؤثرة للغاية عن يوسف الذى يبحث عن أخيه المفقود، وخضير الذى يحلم أن يكون ممثلاً مسرحياً، و زينب الفتاة التى هاجر خطيبها إلى أوروبا ولكنه لم يَعُد، والإحساس الذى يصل إليك بوضوح هو أن تطوان قنبلة موقوتة لا تتوقف عن إرسال مُهاجرين إلى أوروبا مالم تتم مكافحة البطالة والفراغ والفقر.جرائم الشرفويغلب على الافلام التركية المشاركة في المهرجان بقوة مشكلة اجتماعية أخرى خطيرة هى جرائم قتل الفتيات بسبب الشرف، بالطبع الظاهرة لا تتعلق بالمدن الكبرى مثل اسطنبول وأنقرة، ولكنها تتركز فى المناطق الريفية حيث الطبيعة القاسية والإنسان الأكثر قسوة، ويعرض المهرجان فيلمين من هذه النوعية هما: هافار للمخرج محمد جوليريوز ، والثانى هو وجوه متخفية إخراج هندان أبيكى.والفيلم الأول هو الأفضل من الناحية الفنية، ويحكى مأساة الفتاة هافار التى تشتبه أسرتها فى وجود علاقة بينها وبين شاب لُمجرد أنه سرق شالها وهى تغسل ملابسها !.ويتوقف الفيلم عند مداولات الأسرة ودور العم فى دفع الأب لقتل الابنة بعد سحبها، والجميل فعلاً أن المخرج محمد جوليريوز استخدم إمكانيات وجماليات السينما ببراعة لنقل أجواء قرية خارج الزمن تقريباً تقع سيرة العادات وتقاليد تحول المرأة إلى مخلوق من الدرجة الثالثة، وتجعلها متهمة حتى يثبت العكس.أما الفيلم الثانى وجوه متخفية فيحكى عن الشاب التركى اسماعيل والذى هرب إلى ألمانيا لرفضه قتل أخته زهرة التى تورطت فى علاقة عاطفية أدت إلى حملها، ولكن هذا الهروب لن يحقق له الراحة حيث يكتشف أن الفتاة التى شاهدها تشكو فى فيلم تسجيلى شاهده من جرائم الشرف على الطريقة التركية ليست سوى شقيقته زهرة ، وينتهى الفيلم نهاية مأساوية ولكنه أقل بكثير من مستواه الفنى من هافار الأكثر إبهاراً فى صورته وإخراجه.وتتسع دائرة الهموم الاجتماعية إلى التركيز على قضايا ترتبط أيضاً بالمرأة فى مجتمعات قريبة من المجتمع المصرى، ففى الفيلم البحرينى متواضع المستوى والمشارك فى المسابقة العربية يشير اسم الفيلم أربع بنات للمخرج حسين الحليبى إلى معاناة أربع فتيات فى إدارة مشروع صغير وهو محطة بنزين وسط مجتمع ذكورى يصل إلى مرحلة ثورة المتطرفين ورفضهم لعمل المرأة أصلاً، وفى الفيلم الذى يقدم دلالات اجتماعية جديرة بالملاحظة رغم الضعف الفنى سنجد نموذجاً لفتاة لديها ماجستير فى الهندسة ولكنها لا تجد سوى عمل متواضع، وأخرى تعانى من تحرشات رئيسها فى العمل.أما فى الفيلم الأردنى كابتن أبو رائد الذى كتبه وأخرجه أمين مطالقة فإن الحكاية محورها العجوز أبو رائد الذى يقوم بدور الأب لمجموعة من الأطفال بعضهم يعانى من إساءة المعاملة من والده مثل الطفل مراد أنه يتعرض للضرب ويشاهد يومياً معارك والده مع أمه، كما يقدم الفيلم أيضاً مشكلة اجتماعية أخرى بطلتها نورا التى تقود طائرة ولكنها لا تستطيع إدارة حياتها لأن أسرتها تضغط عليها للزواج من أول عريس يتقدم إليها خوفاً من شبح العنوسة مع أنها فى العشرينات من العُمر، وتتمتع بالاستقلال الاقتصادى عن أسرتها!بالتأكيد الهموم الفردية أيضاً مازالت موجودة فى بعض الأفلام مثل الفيلم الأسبانى لا تسألنى أن أقبلك لأننى سأفعل للمخرج ألبرت اسبينوزا الذى تنحصر مشكلة بطله ألبرت بين تردده فى الزواج من خطيبته هيلين وعشقه الأكبر للعزف على الجيتار، واكتشاف قدراته فى مجال الموسيقى، ومثل الفيلم الكرواتى الديجيتال خلف الزجاج للمخرج رزينكو أوجريستا الذى يتعامل مع الثلاثى الأشهر فى الدراما الزوج والزوجة والعشيقة مع نهاية مأساوية مفاجئة.ولكن أفلاماً أخرى ستحاول أن تربط أزمة الفرد بأزمة أكبر وأهم مثل مشكلة تلوث البيئة، ففى الفيلم اليابانى وداعاً للمخرج بونيو كيمورا سيرفعه شاب الإنجاب لإصابته بالإشعاع الصادر من محطة نووية، وفى الفيلم الأسبانى رماد من السماء للمخرج جوسيه انطونيو كيروس سيقوم مرشد سياحى اسكتلندى بالتعاون مع العجوز فردريكو لإغلاق محطة كهرباء فى القرية الصغيرة تلوث البيئة ، وتؤثر على حياة سكانها لدرجة اعتقاد أحدهم أنها وراء إصابته وزوجته الشابة بالعقم، وينتهى الفيلم بموت فردريكو ولكن بعد أن كافح لمدة 30 عاماً لإغلاق المحطة، وقد تحقق ذلك فعلاً ولكن السلطات المسئولة قررت إنشاء محطة أخرى.عيد ميلاد ليلىالسياسة ستجدها أيضا فى أفلام كثيرة عربية وأجنبية يعرضها المهرجان، هناك مثلاً الفيلم السورى المتميز أيام الضجر للمخرج المعروف عبد اللطيف عبد الحميد الذى شاهدنا له خلال العام الماضى فيلم خارج التغطية.أما فيلم المشارك هذا العام فى مسابقة الأفلام العربية فهو يستعرض بأسلوب ساخر اشتهر به المخرج السورى تأثير الظروف السياسية عام 1958 على أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وأربعة أطفال يعيشون فى هضبة الجولان السورية خلال العام الأول من الوحدة المصرية السورية، وبسبب التوتر على حدود اسرائيل، وانقلاب عبد الكريم قاسم فى العراق ، ونزول قوات المارينز الأمريكية إلى شواطئ بيروت بناءً على موافقة الرئيس اللبنانى وقتها كميل شمعون ، تتغير حياة الأسرة الصغيرة تماماً باستدعاء الأب فى مهمة عسكرية، واضطرار الأم لاصطحاب أطفالها للهجرة إلى قريتها بعيداً عن الجولان.وينتهى الفيلم بعودة الأب إلى أسرته فاقداً بصره بسبب أحد الألغام وسط ضحكات ودموع أطفاله، وفى هذا الفيلم ستبدو السياسة حاضرة فى نشرات الأخبار والأغانى الوطنية، وصور عبد الناصر ، وفى أجواء التوتر التى تنقل بذكاء ساخر يصل إلى مرتبة التهكم! وستجد السياسة حاضرة أيضا فى فيلم عربى آخر مهم سيشارك فى مسابقة الأفلام العربية هو عيد ميلاد ليلى للمخرج الفلسطينى المعروف رشيد مشهراوى.وقد نال هذا الفيلم عدة جوائز فى مهرجان قرطاج و أبو ظبى قبل فترة قصيرة من مهرجان القاهرة وهو إنتاج فلسطينى- تونسى - هولندى، ويقدم من خلال حكاية مؤثرة وبسيطة معاناة سكان مدينة فى دولة لم تعد تحت الاحتلال ولكنها أيضاً لم يتحقق لها الاستقلال الكامل، والتناقض الذى يعيشه أبو ليلى أنه قاض عاد إلى وطنه بعد 10 سنوات عمل فيها فى إحدى الدول العربية، ولكنه يكتشف أنه لا يوجد وظيفة له، ولذلك يضطر إلى العمل سائقاً للتاكسى، وستعيش معه يوماً مليئاً بالأحداث منذ خروجه صباحاً وحتى عودته قبل الساعة الثامنة مساءً للاحتفال بعيد ميلاد ابنته الوحيدة ليلى.وفى الفيلم الباكستانى رامشاند هناك أبعاد سياسية واضحة فى الحكاية القائمة على وقائع حقيقية، والمقدمة بتطويل ممل حيث يمكن أن يصبح الفيلم أفضل بكثير لو تم اختيار ما لا يقل عن 45 دقيقة من زمنه.الموضوع عن الأقلية الهندية التى تقيم فى باكستان بعد التقسيم، وهؤلاء رفضوا الانضمام للهند ولذلك أصبحوا مُحتقرين حيث يطلق عليهم اسم الذين لا يمكن لمسهم، والقصة عن المدرس شانكار الذى يعيش مع زوجته الجميلة وابنه الصغير رامشاند 8 سنوات فى سعادة رغم أنهم هنود يعيشون فى باكستان.يختفى الأب قرب الحدود ويذهب رامشاند للبحث عنه ولكنه يختفى بدوره، ويكتشف أن الاثنين وقعا أسيرين فى أيدى حرس الحدود على الجانب الهندى، وأنهما مُتهمان بالتجسس وتهريب السلاح لمتمردى كشمير.يستعرض الفيلم بعد ذلك عمليات الاعتقال والإقامة فى معسكرات مغلقة يتعرض فيها المعتقلون للتعذيب، ويظل رامشاند يعمل خادماً فى المعتقل حتى يصل إلى سن الثانية عشرة، ثم يُنقل إلى معتقل آخر فى نيودلهى، ويعود إلى أمه شاباً بعد توقيع اتفاقية لتبادل الأسرى بين الهند وباكستان فى عهد الرئيس مشرف. | |
|