* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *
شعرت بالحزن يوما فشرعت أفكّر وأسترجع الذّكريات الحزينة وبعد أن استوقفتني مختلف محطّاتي حياتي الكئيبة و المؤلمة خجلت من نفسي كثيرا، تعلمون لما؟لأنّني أدركت أنّني سلبت نفسي الهدوء والسّكينة والفرح سلبا بأن سمحت لشبح الحزن أن يفرض سيطرته عليها ويغرس أنيابه فيها لمرّات عديدة وكنت أنا من عزّزت سلطته ومكنّته منها. ويكفيني أن أرى ما يعانيه غيري لأكفكف دموعي فأنشغل بهموهم عن همومي وأحمد الله على نعمه بأن فضّلني على كثير من العالمين وانّي لا أرى سلاحا أقوى من سلاح الصّبر والصّلاة.
قال تعالى: [وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ] - آية 45 من سورة البقرة -
فللحزن أسباب كثيرة ومتنوّعة فمنها المعنويّة كالإحساس بالظّلم أو الخوف أو الفشل أو الذّنب ومنها الحسيّة كالمرض أو فقد عزيز أو نقص في الأموال .
إنّ الإيمان والصّبر وتقوى الله و الدّعاء هي خير زاد المؤمن اذا ما أثقلته الدّنيا بأنواع الهموم والكروب والسّعادة الحقيقيّة التّي لا تزول هي سعادة نؤمّن صكوكها ونحن في أكثر لحظات حياتنا حزنا وألما وابتلاء.
قال تعالى : [ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ] - آية 155 من سورة البقرة -
وأنتم اخوتي الكرام:
هل شعرتم بالحزن والألم يوما...
هل أرّقكم الشّجن وسهر اللّيالي...
هل ترقرقت الدّموع على الخدود...
هل قست الأيّام فأظلمت الدّنيا واسودّ الوجود...
اذا كان الجواب بنعم وهي سنّة الله في الحياة ليمتحننا ويبتلينا فهل وقفتم وقفة تأمّل وسألتم أنفسكم :
ماذا أحزنكم ؟ إلى أيّ مدى أثّر فيكم الحزن ؟ هل ترك هذا الحزن أثرا في حياتكم؟ والسّؤال الأهمّ: كيف تخلّصتم من هذا الشّعور أو بالأحرى هل نجحتم في هذا الإبتلاء؟
* سلام *