هو.........من يكون

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
اليوم سنتعرف على (هو)..
من (هو) هذا؟!
إنه ببساطة....
(هو)..الذى أعتاد النظر الى وجهه فى المرآة لفترة لا بأس بها..
وكان فى كل مرة يرى وجهه مليح المقاطع..لطيف التعابير..رفيق المنحنيات..
............................................................
(هو)..الذى كان يحب تصفيف شعره بطريقة فيها شئ من العشوائية المحببة الى نفسه..
وكان يرى نفسه وسيما..وماكان يبتعد عن المرآة إن لم يبتسم لنفسه بلطف وحميمية..
............................................................
لا يا سادة..تريثوا..لاتحكموا عليه..
............................................................
(هو)..ما كان أبدا بالمغرور الصفيق..ولكنها لحظات قليلة يطمئن بها على مظهره..
وينهيها بشكر ربه وحمده وطلب حسن الأخلاق..
............................................................
(هو)..كان يطرق برأسه حياءا معظم الوقت..ولايبادره إنسان بسؤال أو تحية الا ويشرق له وجهه..ما عبس يوما فى وجه غريب
............................................................
(هو)..كان إنسان مثقف يحب مطالعة الكتب وينتقيها بعناية فائقة..ويكتب أحيانا..ورغم ذلك كان يقف عاجزا أمام مقصلة الكلمات..مرتبك..يتلفت وحيدا ضعيفا يتأمل فى العون من أحدهم..
............................................................
(هو)..كان صاحب أفكار ومبادئ نبيلة..كان دائما ما يقف بثبات مدافعا عنها أمام إجتياح غول الجهل والغوغاء وقيامه بأسر عقول الناس..ولكن هو نسى أنه لا أحد يقف وحيدا ضد التيار ويصمد..لا أحد..
............................................................
(هو)..الذى يختبئ خلف شبح الابتسامات..جاهلا أن العيون هى من تفضح ضعف المرء..
(هو)..الذى كانت عيناه تدمعان ألما وحزنا..وعطفا ورفقا..
............................................................
(هو) الذى ماعاد يدرى من هو...
............................................................
كان دائما فى نظر الناس..إنسان..غريب..عجيب..
ما أحس أحدهم بلطفه وعطفه..
ما شعر أحدهم بخجله وحياءه..
وما رأى أحدهم تلك النظرة الحائرة فى عينيه..
نظرة..تطلب العون
نظرة..كسيرة..أسيرة..مقيدة..خجولة بريئة..
............................................................
ما لحظها أحدهم يوما..
دائما..ما يلحظون أجوبته الجافة..
دائما ..ما يلحظون مقاطع وجهه الجادة..
دائما ما يسجنونه بسبب أغتيال مقصلة العبارات له..
............................................................
و(هو) الذى كان يقف معلقا بين جبيلين..
لماذا لايرونه كما يرى نفسه ؟!..
لماذا تخونه العبارات؟!..
ولماذا..لايفهمه الآخرون..؟!
............................................................
وهاهو الآن يا سادة...
عاد لينظر مجددا الى نفسه فى المرآة..
لم يرى جاذبيته السابقة..
لم يحس باللطف يدب فى أوصاله..
لم يستطع أن يبتسم.. ولأول مرة نظر الى نفسه كما يراه الآخرون..
............................................................
رأى مسخا بشعا..
وإنسان صلف قاسى..
ووجه عابس مخيف..
............................................................
هو ما عاد (هو)..
هو كره أن يكون (هو)..
فهل يا ترى كان (هو) دائما بشعا..أم أعين الناس هى من صنعت منه هذا المخلوق المنفر..
وهل هذا خطأه هو.....................................؟؟؟؟؟؟!!!
............................................................
مرحبا مجددا..شباب وآنسات..
لقد أشفقت على هذا الكائن الذى كتبت عليه الشقاء بقلمى..وعندما عدت لمطالعة الموضوع مرة أخرى..ما عدت أفكر الا ب(هو) ..وماحدث له..أنه كائن مأساوى..ورغم أنى من صنعته الا أنى لم أستطع مساعدته ...بل وما أستطعت فهمه..أنه متناقض يبدى للبشر ما ليس منه..ولم أفهم أتراه يخافهم أم يخشاهم....

......................................