كلام في الإسلام
قلت لأحد الناس :
تعرف فلانا ؟ فان لي صديقا يحب الاتصال به ، ولعله يريد ان يصاهره ، أو يشاركه في تجارة !
قال :
أعرفه معرفة حسنة ، انه متوسط العمر ، قصير القامة أسمر الملامح
قلت :
ثم ماذا
قال :
له رباط عنق جميل ! وحذاءه لامع ! وعندما يتحرك ....
فأسرعن أنا بإكمال الوصف ، فقلت بسخرية ...
عندما يتحرك يكون مرح الأعطاف حلو اللفتات !!
قال :
مادا تعني بهذا الهزء ؟
قلت :
السخرية منك أهذا وصف تقدمه لإنسان ؟ انك تشبه بعض المتحدثين عن الإسلام في هدا العصر الأنكد ! إنهم يعرفون الناس به فلا يزيدونهم إلا جهلا ،وربما صدوهم عنه ...يجعلونه كائنا ،محلوق الشارب ،مكشر الأنياب ، مكحول العينين ، كميش الثياب ..الخ
التعريف يتجه إلى الحقائق الذاتية والعناصر المهمة ..إن ديننا مجهول عند الكثيرين ، الناس يريدون وصفا للعقل الإسلامي ،والضمير الإسلامي ،والخلق الإسلامي،والحكم الإسلامي ...يريدون أن يعرفوا الأسرة الإسلامية كما يبنيها الإسلام ،والدنيا كما ينشدها الإسلام ، وموازين العدالة كما ينصبها الإسلام ....
إنني اعتقد أن انتشار الكفر في العالم يقع نصف أوزاره على متدينتين بغضوا الله إلى خلقه بسوء كلامهم أو سوء صنيعهم !
وما ارتاب في أن الشيوعية ما راجت في أوربا وغير أوربا الا لأن الأحبار والرهبان الكادحين من عدالة السماء ، وسدوا في وجوههم أبواب الرحمة ،فاتجهوا إلى السراب يحسبونه العباب....
واليوم يقوم ناس من المسلمين بدور الكهان القدامى ، فيصورون الإسلام دينا دموي المزاج شرس المسلك ، يؤخر اللطف ،ويقدم العنف ، يهتم بقض الأظافر والأشعار أكثر مما يهتم بقص زوائد الأنانية وغمط الحق!!
والصورة التي تقدم – عالميا – لدار الإسلام أنها الدار التي ينتهب فيها المال العام ، ويسودها حكم الفرد ،وتهان فيها المرأة ، بل تضيع حقوقها ...
وأن شوارعها ملأى بالقمامة ،ومدنها وقراها مظهر للتخلف المادي والأدبي ،وأن الفوضى والتقطع هما الرباط الذي يسود الجماهير ..
وأن المصلحين الدينيين لا جؤار لهم إلا بحرب التصوير والغناء والسفور والتلفاز ز ،وأن العودة إلى الإسلام كما يطلبها الشباب لا تعني إلا العودة إلى الهمجية الأولى ..!!! ومعنى دلك كله أن الحضارة في خطر ..!!!!
هل تسرنا هذه الصورة الكئيبة التي ترسم لنا ؟
إن أعدائنا يكذبون علينا ، بيد أننا نشجهم على الكذب حين يضطرب فقهنا لديننا ،ويضطرب عملنا له ، وتكون حياتنا الخاصة والعامة بعيدة عن جوهر الدين وغاياته العظيمة ....
فهل تسرنا هده الصورة الكئيبة التي ترسم لنا ؟...