غـداً العيد
غداً العيد يا عراق الكآبة
أمنيته ألا نرى غداً جثة أو جنازة
أمنية أن تزغرد أم العريس من دون خوف
أمنية أن يحتضن الأطفال ألعابهم بلا دموع
أمنية أن ألا تكون حبال الأراجيح مشانق لهم
غداً العيد ..
والمواطن الصالح يرقص خيبة في شوارعك الكئيبة
يدخل أسواقك المهددة ملغوماً بالرعب
يجوب الأرصفة خائفاً كغزال تطارده الذئاب
المواطن الصالح يدعو الله أن يعم الأمان
تعب المواطن الصالح من الدعاء والصبر والتفاؤل
غداً العيد..
يخرج الناس إلى أحبائهم بأقدام مترنحة
فالشوارع تغوص ألى القاع كالإسفنج
ترتجف الأرض تحت أقدامهم
فالزلازل فى العراق اصطناعية
يصنعها القراصنة والحشاشون..
غداً العيد ..
وأنا لا أستطيع زيارة صديقي
ولا يستطيع صديقي زيارتي
فبيننا ألف جريدة وألف حزب وألف محتل
وألف سيارة مفخخة..
غداً العيد..
وأنا مرعوب ومحنّط ومحبط
رغم أنى لا أنتمي لأى حزب أو تيّار أو قائمة
إنني مهدد بالاقتلاع من جذوري
لأننى مواطن في بلاد الرافدين
غداً العيد.. يا مقسّم الأرزاق يا إلهي
خذ النفط والأنهار والحضارة منا
وأعطنا خيمة ننام تحت ظلها آمنين
غداً العيد.. ولا صباح فى بلادنا
ولا ديك يبشر بقدوم ذلك الصباح
لا فرح ولا غناء
سوى صافرات سيارات الإسعاف
أيها العيد.. لدينا مآذن وكنائس وبيوت ومدارس
لدينا بشر من ذريّة آدم
بشر كانوا يعشقون الحياة
لم يفرحوا منذ قرون
غداً العيد والبقاء فى الحياة من تبقّى
من أطفالك يا عراق
مع تحياتي