كن صريحا * هل فكرت فى التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الفاضل .. أختي الغالية ..

إني لأستبطئ الأيام متى تزف اليّ جميل الخبر ..؟

متى أرى دموع التوبة من مقلتيك تنهمر ..؟

متى تقوى على كسر القيود وتنتصر ..؟

إي بفارغ ذلك الصبر انتظر ..

فهل فكرت بالتوبة ..؟

لهفي على لحظة سماع عودتك إلى الله وانضمامك إلى قوافل التائبين العائدين أريد أن أفرح لفرحك ..

قد لا تتصور سعادتي بك تلك اللحظة ..

لست أنا فقط . بل الله تعالى الغني عن توبتك .. العلي الكبير سبحانه يفرح بهذه التوبة والرجوع إليه .. جعلنا الله من التائبين الصادقين ..

قلي بربك من مثلك إذا فرح الله بك ..?

لقد جاء في الحديث .. ( إن الله يفرح بتوبة أحدكم ) الله أكبر .. فهل تريد في هذه الليلة أن يفرح بك الله ..؟ والله إن أحدنا يريد أن يفرح أبوه أو يرضى عنه زميله .. فكيف برب العالمين تبارك وتعالى ..! نعم إن الأمر صدق هو كذلك ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) .. سورة البقرة ..

وإذا أحبك الله فما عليك .. ولو أبغضك من في الأرض جميعاً ..

من مثلك يفرح بك الله .. ويحبك الله .. الله الذي له مقاليد السماوات والأرض المتصرف الوهاب .. الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون .. ومن كان الله معه فما الذي ينقصه ..؟! إن يكن معك الله فلا تبال .. ولو افتقدت الجميع فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير ..

معك من لا يهزم جنده .. معك الذي يعز من أطاعه ويذل من عصاه .. الذي لا يقهر سلطانه .. ذو الجبروت والكبرياء والعظمة .. معك الكريم الواسع المنان سبحانه ..

أخي الفاضل أختي الغالية ..

ما أشقى من يلهث وراء الشهوات والمحرمات بحثاً عن السعادة وما يزيده ذلك إلا بعداً عن الله .. وإلا لو عرفوا الله حقاً ما عرف الهم والضيق طريقاً اليهم .. ولأيقنوا أن السعادة لا تُستَجلب بمعصية الله ..

أين نحن من قول الله تعالى .. ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) ..

وعن قوله .. ( ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ) ..

أتجد في نفسك تردداً إلى الآن ..؟ كن عاقلاً فلا تشتر حطام الدنيا الزائل بنعيم الآخرة الدائم . حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر .. في أبد لا يزول .. في روضات الجنة يتقلب وعلى الأسرة يجلس وعلى الفرش التي بطائنها من استبرق يتكئ .. وبالحور العين يتنعم وبأنواع الثمار يتفكه .. ويطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين .. وفيها ما تشتهيه الانفس وتلـذ الأعين .. وأنتم فيها خالدون .. في قصور الجنة ينظرون الى الرحمن تبارك وتعالى ويمتعون أنظارهم .. يلتقون بصفوة البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. نعيم لا يوصف فهي دار جزاء لا دار عمل .. وإن أبيت إلا أن تصر على العصيان ماذا تنتظر ..؟ أعلنها من الآن توبة إلى الله .. فك قيود المعاصي وتسلُّط الشيطان والنفس عليك .. الجأ إلى الله واعتصم به وانطرح بين يديه .. ها هم العائدون إلى الله تراهم سلكوا طريق النجاة فعلام التقهقر والتردد ..؟ ألا تعلم أن الله خير وأبقى .. أتبيع الجنة بالنار ..؟! ألم تستوعب إلى الآن حقيقة الدنيا .. وأنها دار ممر وليست دار مقر .. وأنها ميدان عمل وتحصيل ثم توفي كل نفس ما عملت إن خير فخير وإن شر فشر .. أتظن أنك وحدك القادر على ارتكاب الحرام ..؟ أتظن أن الذين لزموا الطاعة وصبروا عن شهوات الدنيا لا يقدرون على ارتكاب المعاصي والملذات من الحرام ..؟ بلى .. هم يستطيعون ذلك لا يمنعهم شيء لكنهم يخافون الله ويرجون رحمته وثوابه .. ويصبرون قليلاً ليرتاحوا كثيراً .. فكن معهم تجد السعادة في الدنيا قبل الآخرة .. إن لم تتب اليوم فمتى ستتوب ..؟ وإن لم تندم اليوم فمتى ستندم ..؟ هل تنتظر أن تندم عند الموت ..؟ فالتوبة لا تقبل حينئذٍ ..

عد إلى الحق واستجب ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تكون من الذين يتمنون الموت من فرط العذاب فلا يستجاب لهم .. أتدري لماذا ..؟ لأنهم أتاهم الحق فما استجابوا له .. قال الله تعالى .. ( وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون .. لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ) ..

أخي .. أختي ..

إسمحولي بالإطالة فقلبي مشغول عليكم .. كما أرجو الله أن تجد كلماتي قبولاً لديكم .. سائلة المولى أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. وقبل أن أودعكم أقول لكم .. إني لأستبطئ الأيام متى تزف إلي جميل الخبر ..؟ متى أرى دموع العين التوبة من مقلتيك تنهمر ..؟ متى تقوى على كسر القيود وتنتصر ..؟ إني بفارغ ذلك الصبر أنتظر .......

ربنا يكتبلنا التوبه جميعا

شكرا للمرور ونورت التوبيك

» سبب تسمية سورة التوبة وسبب فضلها
» قبل ان تؤدى الصلاه هل فكرت ب .... ؟
» قبل أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوماً
» قبل أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوماً
» النهارده فكرت أجيب موضوع جديد(الفوارق بين الطبقات)