قصه ماقبل النوم

لا يخلو التراث من القصص التي كانت تحكيها الجدات والأمهات لأبنائهن تحملهم خلالها علي بساط من الخيال

فقد كانت حكايات الجدات تعوض عن قصص التلفاز والألعاب الإلكترونية ، ولكن يبقى السؤال هل من السليم التخلي عن هذا النوع من القصص ومن تلك الجلسات المسائية الدافئة ونترك الأبناء لأفلام الكرتون والألعاب الإلكترونية ؟ بالطبع الإجابة بالنفي حيث أن وقت النوم ممكن أن يتحول إلي وقت خاص جداً للوالدين مع أبنائهم بدلاً من أن يكون وقتاً للمشاحنات بين الوالدين والأبناء ، وبمعني آخر من الممكن أن يتحول هذا الوقت إلي وقت ممتع وإليكم بعض الأفكار .


الأذكار المسائية
يمكنكم كتابة الأذكار المسائية بشكل جميل وملون بمشاركة الأبناء ، بحيث تقرؤونه جميعاً قبل النوم ويوضع في مكان بالقرب من سرير الطفل .



قصة ما قبل النوم

فبدلاً من أن تقضي وقتاً طويلاً في إقناع الأبناء بالنوم حتي وقت مبكر يمكنك أن تقرأ لهم قصة ، فيتحول وقت ما قبل النوم إلي وقت مسل ولا تنس أن تكون قصة ما قبل النوم مسلية وغير مخيفة وسهلة الفهم .

دعه يقرأ

يصل الطفل إلي مرحلة يستطيع أن يقرأ قصة بنفسه ، وهذه المرحلة لابد وأن يصل إليها بالتدريج ، حيث تشارك الابن القراءة ومن ثم يكون لكل من الابن والأب كتاب منفصل يقرأه بمفرده .

ويسرد لك قصة

أحياناً يكون الوالدين غير قادرين علي قراءة قصة معينة بشعورهما بتعب أو انشغالهما بالتفكير بشيء ما ، وفي هذه الحالة يفضل إعطاء الطفل فرصة ليحكي قصته ، فمثلاً يمكن إعطاؤه بعض الألعاب علي شكل حيوانات وأن تطلب منه أن يحكي قصة ، في هذه الحالة ستسمع منه ما يقلقه أو بالأصح ستسمع قصته هو .

لنحك معاً

لتنمية خيال الطفل يبدأ الأب في تصور وحكاية قصة معينة ومن ثم يبدأ في حكايتها لابنه وفي اليوم التالي يطلب من الابن تكملة القصة حتى يصلوا معاً للنهاية .

لنكتب مذكراتنا

من أجمل الأشياء التي يمكن أن يشترك فيها الأب مع أبنائه هو كتابة المذكرات في نهاية اليوم ، فيقوم معهم قبل النوم بعشرة دقائق بكتابة أجمل ما حدث طيلة اليوم وبالتالي يكون عندهم مذكرات ثمينة جداً .

قيادة الحديث

إذا كانت قصة ما قبل النوم تفيد تشجيع القراءة للأبناء الأصغر سناً ، فلابد أن تسلك طرقاً أخرى مع الأبناء الأكبر سناً ، ومن هذه النشاطات تدريب الأبناء علي ملكة الخطابة والقيادة للحوار والنقاش ، وتتلخص فكرة تشجيع الأبناء علي الحوار والمناقشة بإعطاء الأبناء الكبار الفرصة لاختيار كتاب كل شهر ومن ثم الطلب منهم تلخيص الكتاب وتقديمه لكل أفراد الأسرة بطريقة جديدة وبطريقة إبداعية مثيرة كلما كانت النتيجة لصالح الابن ، والهدية هو تحقيق رغبة معقولة ولنلاحظ التالي :

1- يمكن دعوة الأقرباء مثل الجد أو الجدة أو الخال أو العم ليوم مناقشة الكتاب مما ينشر الألفة بين أفراد الأسرة الواحدة .
2- عدم مقاطعة الابن أثناء الحوار أو تصليح الكلمات له ، بل تشجيعه وإذا إحتاج الأمر إلي تصحيح ، فليكن علي انفراد مع الابن .
3- لا تدع المناقشة تؤثر علي جو الألفة في المنزل ، بل يجب أن تجعل الهدف هو تكوين ملكة الحوار والنقاش فقط .
4- إذا كانت الأمنية أو الطلب الذي يطلبه الابن أو الابنة ذو تكلفة عالية تشترط علي الأبناء أن يفوزوا لمدة 3 شهور متتالية ، لتحقيق هذه الأمنية ، ولكن ليكن واضحاً لدي الأبناء منذ البداية ما هي نوعية الأمنيات التي يجب أن يطلبوها وبأنها في مجال حدود التحقيق .
عزيزي المربي .. يخطئ من يظن أنه عندما يهدي ابنه كتاباً يكون قد ساهم في تحبيبه للقراءة ، فالمكتبات المنزلية تضم الكتب الكثيرة التي لم يقرأها منذ سنوات ، وعندما تكون التربية متعلقة بالابن المراهق ، فالأمر يتطلب منك المشاركة والمتابعة والمناقشة إذا لزم الأمر .

قصة ما قبل النوم


هناك 6 نقاط مهمة يجب الحرص عليها قبل حكاية قصة ما قبل النوم لتصبح أكثر متعة وأكثر تربوية :
1- اختر من طفولتك أي قصة قمت بها أو حكتها لك والدتك لك واحكها لابنك .
2- استعمل المؤثرات الصوتية والحركية في حركات الرأس أو حدقة العين أو فتح الفم لبيان الدهشة ، فهذه الحركات كفيل بإعطاء القصة نوعاً من الحركة .
3- امنح شخصية القصة الرئيسية صفات معينة ، واجعلها تصاحبك في كل قصصك ، فالأطفال يتعلقون بالشخصية التي تكررها في قصتك .
4- أشرك ابنك في أحداث القصة واجعله إحدى شخصياتها ، فهذا يوصل له الرسالة من القصة بصورة أسرع .
5- اسأل ابنك أثناء سرد القصة عن المتوقع من بطل القصة ؟ أو ما الطريق الذي سيسلكه البطل ؟ أو امنحه عدة اختيارات ودعه يختار ، فهذا يعطيه بعض الثقة بالنفس وأن رأيه يؤخذ به .
6- تمتع بوقت القصة مع ابنك وكن علي ثقة بأن القصة ولو كانت بسيطة فإنه سيشعر بالسعادة لأنك أغلى وأعز إنسان لديه .

مستشار صديق العائلة :

هل من الحكمة أن اعلم ابني الحروف والقواعد أثناء قراءة قصة ؟
الهدف الأساسي من القراءة معاً يصب في دفع الابن لحب القراءة وليس لتعلم الحروف والقواعد .
من الأفضل للأبناء تهيئة الجو المناسب للقراءة ومساعدته علي حب الكتاب ومن ثم يأتي التدريب علي القراءة لاحقاً وخصوصاً عند انتظامهم لاحقاً في القراءة في المدرسة .
ابتعد أثناء القراءة عن الأسئلة المنافية التي تشعر الابن أنه في امتحان شفوي وإذا أحببت أن تسأل ، فاسأل الأسئلة التي تدفعه للتفكير في مجريات القصة والبحث عن مخرج لها .