الألفة.. أحمد عز

خلال السنوات الأولي من الطفولة، وخلال التعليم الابتدائي - طبعاً أيام أن كان التعليم تعليماً دون تسريب - كنا في بعض الأحيان وأثناء تواجدنا بالفصل، كانت الأبلة (أي المُدرسة) خلال الانتقال من حصة إلي حصة، تقوم بتكليف (تلميذ) من تلاميذ الفصل، بالقيام بدورها في الحفاظ علي نظام الفصل، وعدم إصدار (أصوات) مما يؤثر علي نظام المدرسة، ويمثل (هوجاء) تؤرق السادة المُدرسين في حجرتهم، أو يصل الصوت إلي الوكيل أو الناظر - كما كان يسمي زمان - وكان التلميذ الذي يقوم بهذا الدور يسمي (الألفة).. وكان دوره يتمثل في كتابة أسماء التلاميذ الذين يخرجون عن النظام، علي السبورة.. وإبلاغ (الأبلة) بهم عند عودتها إلي الفصل مرة أخري.. وكنا نحن التلاميذ نخشي هذا (الألفة)!! حيث إننا كنا علي علم ودراية، أن كلمته ستصل من خلال الأبلة إلي الوكيل أو الناظر.. وما أدراك ما الناظر! حيث وقتها كانت له هيبة وشخصية واحترام.. حتي إننا، بل بعض المدرسين، لم نكن نجرؤ علي المرور فقط من أمام حجرة مكتبه (المدير الآن يلعب الطاولة، ويشرب الشيشة مع التلاميذ، بل هم الذين يدفعون الحساب.. عجبي) ومرت السنون.. واختلفت القيم والمعايير، وأصبح التعليم غير التعليم، والسلوكيات غير السلوكيات، واختلط الحابل بالنابل، وأصبح الألفة بتاع زمان، والذي كان سبب اختياره لهذه المهمة، أنه مؤدب ومتفوق علمياً، وغير كذاب، ولن يقول إلا الحقيقة، ولن يرمي من يختلف معهم بأي اتهامات، حتي يكون مرغوباً عند (إدارة المدرسة) وأيضاً من خلال (الأبلة) التي كانت تنقل الصورة والواقع بأمانة إلي الإدارة!! وبالأمس القريب ظهر (ألفة) من نوع جديد.. وفي مكان جديد.. يطلق عليه مجلس الشعب! والذي أحب أن أسميه (لوكاندة الشعب) حيث هو مكان مفضل لنوم بعض الأعضاء!! والذين لا يزعجهم إلا التصفيق من بعض الذين يغالبون النعاس!!.. ظهر (ألفة) جديد اسمه أحمد عز تم تعيينه بمعرفة (الأبلة) ليمارس دورها حال عدم وجودها!! وللحديث بقية.. يكملها كل منا بمعرفته.. وكيفما يراها!!

بنوتة اسمها ايمى

الف شكر يا إيمى

بجد موضوع رائع