اعلنت مارجريت سكوبى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة ان هدفها الرئيسى الان تقوية علاقات بلادها مع مصر فى مختلف المجالات سواء السياسية او الاقتصادية وخاصة التجارية وكذلك التعاون الامنى من خلال الاشتراك فى البرامج المختلفة والاستفادة من الاستشارات المصرية الخاصة بقضايا المنطقة ومن ناحية اخرى محاوله تمثيل افضل لبلادها سياسيا وثقافيا.
واشارت سكوبى الى ان مصر نجحت في العقود الاخيرة في رعايه شعبها، حتى مع تضاعف عدد السكان مما ساعد على ارتفاع متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدل وفيات الرضع وانتشار المعرفة والقراءة والكتابة الى جميع انحاء البلد بالاضافة الى نجاح برنامج الاصلاح الاقتصادى المصرى مما جعلها اكثر قدرة على الاندماج فى الاقتصاد العالمى.
وأوضحت ان مصر الآن اكثر ثراء وصحة وفى وضع افضل مما كانت عليه في اي وقت مضى في التاريخ.
واضافت سكوبى خلال اللقاء الشهرى لغرفة التجارة الامريكية بالقاهرة ان لديها اجندة عمل محددة تنصب اساسا على تسليط الضوء على العناصر التقليدية والاساسية التى من شأنها تقوية وتطوير علاقات البلدين وعدم ترك اى فرصه قد تفيد فى هذا الشأن، حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط.
وشددت سكوبى على معرفتها - قبل قدومها لرئسة أكبر بعثة أمريكية دبلوماسية فى الخارج موجودة فى مصر- مدى اهمية مصر بالنسبة للسياسة الخارجية الامريكية ومدى اهمية الدور الذى تلعبه مصر كدولة محورية فى المنطقة وكذلك الاهمية الكبيرة للاعلام المصرى المؤثر والثقافة المصرية التى تقود المنطقة ولذلك فحجم العمل كبير والمسئولية ضخمة ولابد من تكاتف الجميع وفتح قنوات كثيرة للحوار المباشر لازالة اى سوء فهم قد ينتج فيما بين البلدين.
واشادت سكوبى بالنتائج التى حققتها اجتماعات المنتدى الاقتصادى العالمى التى عقدت فى شرم الشيخ مؤخرا والتى شارك فيها اكثر من 1500 شخص و12 رئيس وزعيم دولة بالاضافة الى كبار رجال الاعمال حيث نجحت تلك الاجتماعات فى تسليط الضوء على مصر كلاعب اساسى الان على الخريطة الاقتصادية العالمية ونجحت مصر فى عرض الفرص المتاحة للاستثمار بها على العالم.
وقالت سكوبى ان بلادها مستمرة فى السعى الى التجارة الحرة والتى ستكون السمة المميزة للسياسة الامريكية خلال المرحلة المقبلة وسوف تعمل على تحويل المعونة الى التجارة والتى من شأنها ان تحقق نتائج افضل للبلدين .
واشارت الى انه فى عام 2007 حقق حجم التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة اكثر من 7،7 مليار دولار بزياده 75 في المئة في ثلاث سنوات فقط واستمر النمو حتى الان فى عام 2008 حيث اظهرت أرقام الربع الأول من عام 2008 زيادة قدرها 19 فى المائة تقريبا فى التجارة الثنائية مقارنه بما تحقق فى نفس الفترة من العام الماضى.
وقالت ان الولايات المتحدة لاتزال اكبر شريك تجارى لمصر حيث تتجه 33 فى المائة من صادرات مصر الخارجية الى الولايات المتحدة وفي عام 2007 سجلت مصر المرتبة الثانية والستين كاكبر دولة مصدرة الى الولايات المتحدة من اصل 233 دولة.
كما زادت صادرات مصر الى الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الاخيرة بنسبة 262 فى المائة في حين ان الصادرات المصرية من المنسوجات فقط حققت زياده قدرها 400 فى المائة.
وفى مجال الاستثمار ايضا ومنذ عام 2002 تضاعف الاستثمار الامريكى المباشر فى مصر الى ستة مليارات دولار.
واوضحت ان الشركات المصرية والاميركية تسير بخطى سريعه فى هذا الاطار حيث تسعى الى تحقيق هدف قومى اخر فى تطوير صعيد مصر والمناطق الريفية لمواجهه البطاله هناك.
وقالت السفيرة الامريكية ان تطوير التعليم فى مصر اصبح يشغل حيزا هاما فى اهتمامات كافة المسئولين والقيادات وحتى رجل الشارع وذلك على اساس انه من الضروريات التى تحتاجها مصر من اجل التطوير والتنمية الا انه يحتاج الى دعم كافة قوى المجتمع.
واشارت الى ان هذه الفكره ليست جديدة على مصر خاصة وان العديد من الشركات والمنظمات الممثلة هنا تعمل على مشاريع التعليم، والحكومة ايضا والسيدة الأولى سوزان مبارك كانت فى طليعة من اهتم بايجاد برامج مبتكرة لاصلاح التعليم، وخاصة البرامج المشتركة التي تركز على التعاون بين القطاعين العام والخاص ومع قادة الاعمال التجارية في كثير من الاحيان.
وتساءلت السفيرة الامريكية عن الدور الذى من الممكن ان تضطلع به الشراكة الامريكية المصرية فى مجال التعليم حتى يتم تغيير النظم المدرسية لاعداد الخريجين القادرين على المنافسة في الاقتصاد الدولي.
وأكدت اهمية تلك المسألة لمستقبل مصر وكذلك اهمية الدور الذى من الممكن ان تقوم به الشركات الخاصة والقطاع الخاص والجهات المانحة والمنظمات المختلفة.
واوضحت مارجريت سكوبى ان الوكالة الامريكية للتنمية الدولية قامت في الآونة الاخيرة بعمليات هامه فى مجال التكنولوجيا لتحسين نتائج التعلم بالاضافة الى توفير تكنولوجيا المعلومات فى 280 مدرسة ابتدائى واعدادى وكذلك المساهمه فى برنامج البحث عن شركاء لاختبار الابتكارات التكنولوجيه لتحسين تعلم الطلاب.
واشادت سكوبى ببعثات طرق الابواب التى تقوم بها غرفه التجارة الامريكية الى الولايات المتحدة مؤكدة ان الاميركيين يقدرون تلك الزيارات ويعتبرونها فرصة للتقارب وجها لوجه ومواصله عملية الاتصال واظهار الوجه الحقيقى لمجتمع الاعمال فى مصر ويزيد من ارتباط السياسة والاعمال الانسانية ويعطى فرصه للمجتمع المدنى لاظهار تلك الحقائق عن مصر التى تجد لها صدى قويا فى المجتمع ولدى المسئولين الامريكيين.
واكدت اهمية ان تكون مصر فخورة بتلك المبادرة التى اصبحت نموذجا فى المنطقة حيث قامت دبى مؤخرا ببرنامج لبعثات طرق الابواب.
وفى ختام كلمتها قالت سكوبى ان مصر تمثل امرا حيويا بالنسبة للمنطقة فقد كانت دوما الزعيم وقادت المنطقة قبل اكثر من مائة عام كما اتخذت اكثر القرارات شجاعة بالنسبة لعمليه السلام التى مهدت الطريق للسلام مع باقى الدول الاخرى.
وقالت انه على الرغم من ان العالم يتطور وكذلك المنطقة العربية الا ان الحاجة لا تزال لقيادة مصر والحفاظ على الدور القيادى التاريخى المصرى كما ان على مصر الاستفادة الكاملة من جميع مواردها.