كان يا ماكان
في قديم الزمان
كان في بنت اسمها بيروت
عمرها من عمر الورود
تغفو على شاطئ من ياقوت
ولا تعرف الأحزان
سحرها شرقي ليس له حدود
في قلبها يرقد الأمان
ويسكن الفرح والحب والجود
وفي ليلة بدا فيها القمر موعود
بليل طويل نائم إنسه والجان
استيقظت بيروت تصرخ وتصمّ الآذان
نادت أخاها، خارقةً الصمت والسكوت
قالت له: انهض يا أخي أنا بيروت
أنا العروس في بيتي أغُتصَب وأُهان
....وأخوها....في خبر كان!
صراخ بيروت أزعج بقية الأخوان
قال أحدهم: اصمتي يا بيروت
نريد أن ننام
كفانا صراخاً وبكاءً وآلام
نريد الحياة لا نريد أن نموت!
حزينةٌ أنتِ يا بيروت
ها أنت وحدك في الميدان
صامدة ببشرك، مهدمة البنيان
وحساباتك "مغامرات وهذيان"
هكذا يقول العربان
مساكين...نسَوا أن قلبك من صوّان
وجناحيكِ لا ينكسران
انتِ بيروت،أنتِ الصمود
ولو تخلّى عنك الأنام
لن تيأسي، لن تركعي فزرعك حصاده نَصران
نصر من الله لشعب لبنان
ونصرٌ لعرب علّه يمحو عنهم الذلّ والهوان ...